رباح عن ابن عباس قال ، قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «إن في الجنة لغرفا ، فإذا كان ساكنها فيها لم يخف عليه ما خلفها ، وإذا كان خلفها لم يخف عليه ما فيها ، قيل لمن هي يا رسول الله؟ قال لمن أطاب الكلام ، وواصل الصيام ، وأطعم الطعام ، وأفشى السلام وصلى والناس نيام».
فهؤلاء هم سكان هذه الغرف ، لأنهم قاموا بحق الله وحق عباده ، فثنتان من هذه الخصال هما خالص حقه سبحانه ، وهما أداء الصيام ، والصلاة بالليل والناس نيام ، وثنتان من حقوق العباد ، وهما افشاء السلام وإطعام الطعام.
* * *
فصل
في خيام أهل الجنة
للعبد فيها خيمة من لؤلؤ |
|
قد جوفت هي صنعة الرحمن |
ستون ميلا طولها في الجو في |
|
كل الزوايا أجمل النسوان |
يغشى الجميع فلا يشاهد بعضهم |
|
بعضا وهذا لاتساع مكان |
فيها مقاصير بها الأبواب من |
|
ذهب ودر زين بالمرجان |
وخيامها منصوبة برياضها |
|
وشواطئ الأنهار ذي الجريان |
ما في الخيام سوى التي لو قابلت |
|
للنيرين لقلت منكسفان |
لله هاتيك الخيام فكم بها |
|
للقلب من علق ومن أشجان |
فيهن حور قاصرات الطرف خي |
|
رات حسان من خير حسان |
خيرات أخلاق حسان أوجها |
|
فالحسن والإحسان متفقان |
الشرح : يعني أن للمؤمن في الجنة خيمة من لؤلؤ مجوف قد صنعها له أحسن الخالقين ، وأن طول هذه الخيمة ستون ميلا ، وفي كل ركن من أركانها زوجة له من أجمل النساء ، فيجامع كل واحدة منهن من غير أن يرى بعضهن بعضا ، وذلك لتباعد ما بينهن.
وهذه الخيام فيها مقاصير بها أبواب مصنوعة من ذهب ودر مزين بالمرجان ،