الأخيار لا تكون الا لمن وطن النفس على احتمال كل ما يلقاه من أذى هؤلاء المجرمين الأشرار.
* * *
فصل
في النوع الثاني من نوعي توحيد الأنبياء والمرسلين المخالف
لتوحيد المشركين والمعطلين
هذا وثاني نوعي التوحيد تو |
|
حيد العبادة منك للرحمن |
أن لا تكون لغيره عبدا ولا |
|
تعبد بغير شريعة الايمان |
فتقوم بالإسلام والإيمان وال |
|
إحسان في سرّ وفي إعلان |
والصدق والإخلاص ركنا ذلك الت |
|
وحيد كالركنين للبنيان |
وحقيقة الاخلاص توحيد المرا |
|
د فلا يزاحمه مراد ثان |
لكن مراد العبد يبقى واحدا |
|
ما فيه تفريق لدى الانسان |
ان كان ربك واحدا سبحانه |
|
فاخصصه بالتوحيد مع احسان |
أو كان ربك واحدا أنشأك لم |
|
يشركه اذ أنشأك رب ثان |
فكذاك أيضا وحده فاعبده لا |
|
تعبد سواه يا أخا العرفان |
الشرح : بعد أن فرغ المؤلف من بيان توحيد الأسماء والصفات الذي يقوم على تنزيه الله سبحانه عن كل ما لا يليق بجلاله من النقائص والعيوب ، متصلة أو منفصلة ، واثبات أوصاف الكمال كلها له ، من غير تحريف ولا تعطيل ، ولا تكييف ولا تمثيل ، شرع في بيان النوع الثاني من نوعي التوحيد ، وهو توحيد الالهية أو العبادة الذي يقوم على أن الله هو وحده الاله المألوه الذي ينبغي أن يألهه الخلق ، أي يعبدوه ، تعظيما ومحبة وذلا ، ومخافة ، وتوكلا ، واستعانة وتوبة وإنابة الى آخره.
وهذا النوع من التوحيد هو المقصود الأعظم من بعثة الرسل عليهم الصلاة