قد ختم عمله بتجريد التوحيد وإخلاصه لله. وكذلك شرعا في ركعتي الطواف تحقيقا لهذا الغرض نفسه.
فهما إذا ـ أعني التوحيد العلمي الخبري والتوحيد القصدي الطلبي ـ أخوان متلازمان لا يفترقان ولا ينفصلان ، فمن أخل بأحدهما أخل بالآخر ، ولا يتم توحيد أحد إلا إذا حققهما جميعا.
فمعطل الأوصاف كلها أو بعضها فهو مشرك ، وكذلك المشرك هو معطل ، فتأمل هذا الأمر جيدا وتدبره ولا تسرع إلى إنكاره لعدم فهمك له.
* * *
فصل
في بيان أن المعطل شر من المشرك
لكن أخو التعطيل شر من أخي ال |
|
إشراك بالمعقول والبرهان |
ـ ٥٤٥ ـ ١ إن المعطل جاحد للذات أو |
|
لكمالها هذان تعطيلان |
متضمنان القدح في نفس الألو |
|
هة كم بذاك القدح من نقصان |
والشرك فهو توسل مقصوده الز |
|
لفى من الرب العظيم الشأن |
بعبادة المخلوق من حجر ومن |
|
بشر ومن قبر ومن أوثان |
فالشرك تعظيم بجهل من قيا |
|
س الرب بالأمران والسلطان |
ظنوا بأن الباب لا يغشى بدو |
|
ن توسط الشفعاء والأعوان |
ودهاهم ذاك القياس المستبين |
|
فساده ببداهة الإنسان |
الشرح : وإذا كان التعطيل كما بينا أخا للشرك وملازما له ، فإن المعطل شر من المشرك وأسوأ منه عقيدة في ربه عزوجل. وليست هذه دعوى تقال باللسان ولكنها مدعمة بالدليل والبرهان ، إن التعطيل نوعان أحدهما جحد الذات وعدم الإقرار بوجودها ، وهو تعطيل الدهرية الذين ينكرون الصانع ويقولون ما حكاه