القرآن عنهم : (إِنْ هِيَ إِلَّا حَياتُنَا الدُّنْيا نَمُوتُ وَنَحْيا وَما نَحْنُ بِمَبْعُوثِينَ) [المؤمنون : ٣٧].
والثاني : تعطيل الذات عن صفات الكمال الثابتة لها ، فهذان تعطيلان يتضمنا الطعن في حقيقة الألوهية والتنقيص من شأنها.
وأما الشرك فليس فيه طعن في ذات الألوهية ، فالمشرك مقر بإلهية الرب سبحانه ، ولكنه يظن أنه لا يستطيع أن يبلغ منه مكان الرضى إلا إذا توسل إليه بما يعبده من حجر أو بشر أو قبر أو وثن أو كوكب أو ملك أو غير ذلك مما يتخذه المشركون وسائط فيما بينهم وبين الله ، يزعمون أنها تقربهم إليه زلفى.
فالشرك تعظيم للمشرك به ، ولكنه تعظيم بجهل ، نشأ من قياس فاسد ، وهو قياس الرب سبحانه بالملوك والأمراء والسلاطين ، فلما رأى المشركون أنه لا يمكن الدخول على أحد من هؤلاء ولا الاتصال به والحظوة لديه إلا بواسطة بطانته ورجال حاشيته من الحجاب والوزراء أو أهل بيته من الزوجات والأولاد ، ظنوا الله سبحانه كواحد من هؤلاء ، فاتخذوا له الوسائط والشفعاء ، وكان الذي جر عليهم تلك الداهية الدهياء هو ذلك القياس الذي فساده من الظهور والبيان بحيث تدركه بداهة الإنسان.
* * *
الفرق بين الله والسلطان من |
|
كل الوجوه لمن له أذنان |
إن الملوك لعاجزون وما لهم |
|
علم باحوال الدعاء بأذان |
كلا ولا هم قادرون على الذي |
|
يحتاجه الإنسان كل زمان |
كلا وما تلك الإرادة فيهم |
|
لقضا حوائج كل ما انسان |
كلا ولا وسعوا الخليقة رحمة |
|
من كل وجه هم أولو النقصان |
فلذلك احتاجوا إلى تلك الوسا |
|
ئط حاجة منهم مدى الأزمان |
أما الذي هو عالم للغيب مق |
|
تدر على ما شاء ذو إحسان |
وتخافه الشفعاء ليس يريد من |
|
هم حاجة جل العظيم الشأن |