وقبله إنسان لا إلى أول. وكما أن النوع الإنساني قديم لا أول له ، فهو كذلك باق أبد الآباد بلا فناء ولا انقطاع بل يظل يتسلسل في الوجود شيئا بعد شيء إلى غير نهاية ، وهذا هو توحيد ابن سينا وأشياعه مثل الخواجة نصير الدين الطوسي شارح الإشارات ، قالوا وإنما ألجأنا إلى نفي الصفات الوجودية عن الله عزوجل والحكم عليه فقط بالسلوب والإضافات هو الخوف من الإفضاء إلى التركيب والتجسيم المستلزم للإمكان ، ولذلك نفينا عنه السمع والبصر والعلم ، وأولى من ذلك نفي اليدين اللتين هما جارحتان وكذلك نفينا استواءه على العرش وحكمنا باستحالته لأن الاستواء من خواص الأجسام ، فلو كان مستويا على العرش لكان جسما ولكان محدودا على محدود فيكون هو والعرش سواء.
هذا هو ما صرح به هؤلاء الفلاسفة الذين هم أساطين الكفر في كتبهم فلم يفعلوا كما فعل مخانيثهم من المعتزلة ومتأخري الأشعرية الذين لم يعرف اتجاههم ، فلا هم صرّحوا بالكفر وانحازوا إلى أهله كما فعل هؤلاء الفلاسفة ولا هم اتبعوا سبيل المؤمنين ، وإذا كان توحيد هؤلاء الفلاسفة يقوم على الاعتقاد ببساطة الذات وتجردها ونفي كل صفة عنها ، فالشرك عندهم هو إثبات الصفات للذات فإن ذلك يقتضي وجود ثلاثة أشياء متغايرة هي الذات والصفات والوجود ، وذلك يفضي إلى الكثرة وينافي البساطة. ولهذا نفوا اثنين منهما وهما الذات والصفات ولم يبقوا إلا الوجود من غير إضافة شيء إليه حتى لا يصير وجودا ممكنا فآل بهم الأمر كما قدمنا الى القول بوجود مطلق بشرط الإطلاق ، وهذا معناه أنه ليس هناك إله موجود في الخارج وإنما هو فكرة منحوتة في الأذهان.
* * *
فصل
في النوع الثاني من أنواع التوحيد لأهل الإلحاد
هذا وثانيها فتوحيد ابن سبـ |
|
ـعين وشيعته أولي البهتان |
كل اتحادي خبيث عنده |
|
معبوده موطوؤه الحقاني |