يقطف منها كيف شاء ، قائما أو قاعدا أو مضطجعا ، وينتزعها بأيسر قدرة ولقد روى الترمذي في جامعه من حديث أبي حامد عن أبي هريرة قال ، قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «ما في الجنة شجرة إلا وساقها من ذهب».
وقال ابن المبارك حدثنا سفيان عن حماد عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال : (نخل الجنة جذوعها من زمرد أخضر وكربها ذهب أحمر ، وسعفها كسوة لأهل أجنة ، منها مقطعاتهم وحللهم ، وثمرها أمثال القلال والدلاء أشد بياضا من اللبن وأحلى مذاقا من العسل وألين من الزبدة ليس فيها عجم).
وأما ظلال الجنة فظليلة ممدودة لكنها لا تحمى من حر ولا شمس ، إذ لا حر ولا شمس هناك. قال تعالى : (لا يَرَوْنَ فِيها شَمْساً وَلا زَمْهَرِيراً) [الإنسان : ١٣].
روى عكرمة عن ابن عباس قال : (الظل الممدودة شجرة في الجنة على ساق قدر ما يسير الراكب المجد في ظلها مائة عام في كل نواحيها ، فيخرج إليها أهل الجنة أهل الغرف وغيرهم يتحدثون في ظلها ، قال فيشتهي بعضهم ويذكر لهو الدنيا ، فيرسل الله ريحا من الجنة فتحرك تلك الشجرة بكل لهو كان في الدنيا).
وروى ابن وهب عن أبي سعيد الخدري قال : (قال رجل يا رسول الله ما طوبى؟ قال شجرة في الجنة مسيرة مائة سنة ، ثياب أهل الجنة تخرج من اكمامها).
* * *
فصل
في سماع أهل الجنة
قال ابن عباس ويرسل ربنا |
|
ريحا تهز ذوائب الأغصان |
فتثير أصواتا تلذ لمسمع الإ |
|
الإنسان كالنغمات بالأوزان |
يا لذة الأسماع لا تتعوضى |
|
بلذاذة الأوتار والعيدان |
أو ما سمعت سماعهم فيها غنا |
|
ء الحور بالأصوات والألحان |