الخالص الذي لم يخلط به غيره ، فتعود بطونهم ضوامر خاوية تتطلب الطعام وتشتهيه ، وهكذا حالهم على الدوام ، أكل وانهضام ، وقد طهر الله الجنة وأهلها من كل قذر الدنيا وخبثها ، فلا غائط فيها ولا بول ، ولا تمخط ولا بصق ، ولا حيض ولا نفاس. ولأهل الجنة جشاء ، وهو ذلك الريح الذي يخرج من الفم ، يكون كريح المسك يتم به هضمهم للطعام. وهذا كله صح عنه صلىاللهعليهوسلم وقد سبق أن ذكرنا حديث مسلم في جشاء أهل الجنة.
ولأحمد رحمهالله أثران في هذا الباب يدلان على أن طعام أهل الجنة يفيض من جلودهم كرشح المسك ، وقد تقدم ذكر ذلك.
* * *
فصل
في لباس أهل الجنة
وهم الملوك على الأسرة فوق ها |
|
تيك الرءوس مرصع التيجان |
ولباسهم من سندس خضر ومن |
|
استبرق نوعان معروفان |
ما ذاك من دود بنى من فوقه |
|
تلك البيوت وعاد ذا الطيران |
كلا ولا نسجت على المنوال نس |
|
ج ثيابنا بالقطن والكتان |
لكنها حلل تشق ثمارها |
|
عنها رأيت شقائق النعمان |
بيض وخضر ثم صفر ثم حم |
|
ر كالرباط بأحسن الألوان |
لا تقرب الدنس المقرب للبلى |
|
ما للبلى فيهن من سلطان |
ونصيف احداهن وهو خمارها |
|
ليست له الدنيا من الأثمان |
سبعون من حلل عليها لا تعو |
|
ق الطرف عن مخ ورا الساقان |
لكن يراه من ورا ذا كله |
|
مثل الشراب لذي زجاج أوان |
الشرح : يعني أن أهل الجنة يكونون ملوكا فيها متكئين على أسرتهم ، والتيجان المرصعة فوق رءوسهن.