ذكر البيهقي من حديث يعقوب بن حميد بن كاسب عن أبي هريرة عن النبيصلىاللهعليهوسلم قال : «من قرأ القرآن فقام به آناء الليل والنهار ، ويحل حلاله ويحرم حرامه ، خلطه الله بلحمه ودمه وجعله رفيق السفرة الكرام البررة ، وإذا كان يوم القيامة كان القرآن له حجيجا ، فقال يا رب كل عامل يعمل في الدنيا يأخذ بعلمه من الدنيا إلا فلانا كان يقوم آناء الليل وأطراف النهار ، فيحل حلالي ويحرم حرامي ، يقول يا رب فأعطه ، فيتوجّه الله تاج الملوك ويكسوه من حلة الكرامة ثم يقول : هل رضيت؟ فيقول : (أي القرآن) يا رب أرغب له في أفضل من هذا ، فيعطيه الله الملك بيمينه والخلد بشماله ، ثم يقول : هل رضيت؟ فيقول نعم يا رب».
وعن أبي سعيد الخدري : أن النبي صلىاللهعليهوسلم تلا قوله عزوجل : (جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَها يُحَلَّوْنَ فِيها مِنْ أَساوِرَ مِنْ ذَهَبٍ) [فاطر : ٣٣] فقال : «إن عليهم التيجان ، إن أدنى لؤلؤة منها لتضيء ما بين الشرق والمغرب».
وأما ثياب أهل الجنة فقد قال تعالى : (وَلِباسُهُمْ فِيها حَرِيرٌ) [الحج : ٢٣] وقال : (وَيَلْبَسُونَ ثِياباً خُضْراً مِنْ سُنْدُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ) [الكهف : ٣١] قيل السندس مارق من الديباج والاستبرق ما غلظ منه ، أو هو الصفيق. وقال الزجاج : هما نوعان من الحرير. ولما كان أبهج الألوان الأخضر وألين اللباس الحرير ، فقد جمع الله لأهل الجنة بين حسن منظر اللباس والتذاذ العين به ، وبين نعومته والتذاذ الجسم به.
ولكن ينبغي أن يعلم أن حرير الجنة ، بين رقيقه واستبرقه ، لم تخرج خيوطه من تلك الدودة المعروفة بدودة القز التي تبنيه من فوقها ثم تخرج منه وتعود لطيرانها ، وكذلك لم ينسج هذا الحرير على أنوال كهذه التي ننسج عليها ثيابنا التي نتخذها من القطن أو الكتان ، ولكن هذا الحرير صنعة الرحمن تخرج حلله من شجرة في الجنة تتفتح أكمامها عنه كما تتفتح شقائق النعمان.
روى الإمام أحمد في مسنده عن عبد الله بن عمر أن رجلا سأل رسول