وهي غير الغرف والقصور ، بل هي خيام في البساتين وعلى شواطئ الأنهار ، في الصحيحين من حديث أبي موسى الأشعري عن النبي صلىاللهعليهوسلم قال : «إن للمؤمن في الجنة لخيمة من لؤلؤة واحدة مجوفة طولها ستون ميلا فيها أهلون يطوف عليهم المؤمن فلا يرى بعضهم بعضا».
وروى ابن أبي الدنيا بسنده إلى عبد الله بن مسعود قال : (لكل مسلم خيرة ولكل خيرة خيمة ولكل خيمة أربعة أبواب يدخل عليها كل يوم من كل باب تحفة وهدية وكرامة لم تكن قبل ذلك ، وليس في هذه الخيام سوى الحور العين التي لو التقت احداهن بالشمس والقمر لأزرت بنورهما ولخلت أنهما منكسفان فلله هاتيك الخيام كم للقلوب بها من تعلق وميل وكم بها من غرام وأشجان.
فيهن قاصرات الطرف فلا ينظرن إلى غير أزواجهن وهن خيرات حسان خيرات أخلاقا وحسان وجوها ، كمل منهن الظاهر والباطن والخلق والخلق فاتفق لهما الحسن والجمال مع الإحسان وكريم الخلال).
* * *
فصل
في أرائكها وسررها
فيها الأرائك وهي من سرر علي |
|
هن الحجال كثيرة الألوان |
لا تستحق اسم الأرائك دون ها |
|
تيك الحجال وذاك وضع لسان |
بشخنانة يدعونها بلسان فا |
|
رس وهو ظهر البيت ذي الأركان |
الشرح : الأرائك جمع أريكة. قال مجاهد عن ابن عباس في تفسير قوله تعالى : (مُتَّكِئِينَ فِيها عَلَى الْأَرائِكِ) [الكهف : ٣١] لا تكون أريكة حتى يكون السرير في الحجلة ، فإذا كان السرير بغير حجلة لا يكون أريكة ، وإن كانت حجلة بغير سرير لم تكن أريكة ، فإذا اجتمعا كانت أريكة.
وقال الليث : الأريكة سرير حجلة ، فالحجلة والسرير أريكة وجمعها أرائك ،