فلأي شيء يعدل طالب الهدى عن قوله؟ أليس ذلك دليلا على خذلانه وعمى قلبه؟ نعوذ بالله من الخذلان.
* * *
فالنقل عنه مصدق والقول من |
|
ذي عصمة ما عندنا قولان |
والعكس عند سواه في الأمرين يا |
|
من يهتدي هل يستوي النقلان |
تالله قد لاح الصباح لمن له |
|
عينان نحو الفجر ناظرتان |
وأخو العماية في عمايته يقو |
|
ل الليل بعد أيستوي الرجلان |
تالله قد رفعت لك الأعلام ان |
|
كنت المشمر نلت دار أمان |
وإذا جبنت وكنت كسلانا فما |
|
حرم الوصول إليه غير جبان |
فاقدم وعد بالوصول نفسك واه |
|
جر المقطوع منه قاطع الإنسان |
عن نيل مقصده فذاك عدوه |
|
ولو أنه منه القريب الداني |
الشرح : والنقل عنه صلىاللهعليهوسلم ثابت بواسطة العدول الثقات الضابطين الأمناء الأثبات ، وهو صلىاللهعليهوسلم الصادق المصدوق المعصوم من الغواية والضلال ، فلا يجهل الحق ، ولا يقول خلاف ما يعلم أنه الحق ، وأما غيره ممن يأخذ عنهم الناس ويقلدونهم في دين الله فهو بعكس ذلك في الأمرين جميعا ، فالنقل عنه ليس موثوقا به لأنه نقل غير عدول ولا أمناء ، وهو كذلك غير معصوم من الخطأ ، فقد يجهل الحق ، ولأمن الكذب فقد يقول بغير ما يعلم أنه الحق ، فو الله ليس بعد هذا البيان بيان ، وقد أسفر الصبح لكل من له عينان فسبيل الله واضحة لكل من صح نظره واستقام فكره ، وأما أخو العمى فلا يزال متخبطا في عمايته ، يظن أن الليل لا يزال باقيا ، فهل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون؟ تالله ، قد نشرت لك أعلام الحق ونصبت لك مناراته ، ولم يبق إلا أن تشمر عن ساعديك وتمضي قدما في غير ونى ولا فتور حتى تبلغ ما تشتهي في دار الأمان والحبور ، أما إذا ارتديت ثياب الجبن ورضيت لنفسك أن تعيش إمعة لا تقول إلا بما يقول لك الشيوخ والرؤساء ، وآثرت الكسل والقعود ، فقد قضيت