مثل الخفافيش التي إن جاءها |
|
ضوء النهار ففي كوى الحيطان |
عميت عن الشمس المنيرة لا تطي |
|
ق هداية فيها إلى الطيران |
حتى إذا ما الليل جاء ظلامه |
|
جالت بظلمته بكل مكان |
فترى الموحد حين يسمع قولهم |
|
ويراهم في محنة وهوان |
وا رحمتاه لعينه ولأذنه |
|
يا محنة العينين والأذنان |
إن قال حقا كفروه وإن يقو |
|
لوا باطلا نسبوه للإيمان |
حتى إذا ما رده عادوه مث |
|
ل عداوة الشيطان للإنسان |
الشرح : ولقد هان الدين على قلوبكم ، فأنتم تتلاعبون به كما يتلاعب الصبيان بالكرة ، وذلك لأن قلوبكم قد حصل لها من الخسف وذهاب النور كما حصل لعقولكم فهي لا تطيب وتصلح بما يتلى عليها من كتاب الله عزوجل.
ولطالما رددتم نصوص الوحيين ولم تروها صالحة لأخذ العقائد منها بحجة أنها يقع فيها الإجمال والتفصيل والإطلاق ، والتقييد والعموم ، والخصوص والابهام والبيان ، وأنها ظواهر لا تفيد القطع واليقين ، فلا تصلح للاحتجاج بها في باب الاعتقاد. حتى إذا ما وقع لكم رأي لأحد من الشيوخ طرتم به فرحا واستمعتم إليه كأنه وحي وتنزيل ، ولم تسألوه على ما قال أي دليل ، فأنتم مثل الخفافيش التي لا تعيش إلا في الظلام ، فتراها إذا أقبل عليها ضوء النهار لجأت إلى الطيقان تستتر فيها لأنها لا تطيق أن تبصر ضوء الشمس ، ولا تستطيع فيها هداية إلى الطيران حتى اذا ما أقبل عليها الليل بظلمته خرجت من مكامنها وأخذت تجول في ظلمته في جميع الأمكنة.
ولا شيء يؤذي الموحد ويستثير حزنه وأشجانه مثل سماعه لسخافات هؤلاء ورؤيته لقبيح حركاتهم وسوء أفعالهم فتراه حين يسمع أقوالهم ويرى أشخاصهم في أشد محنة فوا رحمتاه لعينه مما ترى ولأذنه مما تسمع. وهو أن قال حقا مستمدا من نصوص الوحيين كفروه به ما دام مخالفا لآرائهم ، وإن قالوا هم باطلا نسبوه إلى الإيمان ، فإذا حاول الموحد رده وإبطاله كشروا له عن أنيابهم