نقل ، بل يهرف بما يشاء له هواه ويقول على الله بغير علم. إذ من أجل شهادة فيلسوف مارق قد اتخذ من فلاسفة اليونان أساتذة له في الضلال. وقدم جهلياتهم التي يسميها معقولا على ما نطقت به صريح الآيات ، فأين شهادة هذين الأحمقين من شهادة الوجود والرسل والعقول والفطر وأيها أولى أن يقدر ويعتبر. فإن لم تكفكم هذه الشهود وطلبتم شاهدا غيرها ، فإنه سيأتكم حين ينكشف الغطاء ويظهر لكم الحق صريحا بلا خفاء وتشاهدون بأعينكم ما لا تملكون إلا التسليم والإذعان بلا جدال ولا مراء.
فإذا أصررتم بعد ذلك على نفي صفات الإثبات وقلتم إنها تستلزم التركيب في الذات فمن يلومنا إذا إذا نحن اتهمناكم بأنكم لا أسماع لكم ولا عقول ، وإذا نحن صرحنا فيكم بأنكم خرجتم على قوانين منطقكم حيث جعلتم الملزوم عين اللازم المنفى وهذا من أوضح الباطل. فإن الإثبات عندكم إن كان هو التركيب فكيف تنفون الاثبات من أجل التركيب الذي هو نفسه مع مما هو معروف لدى كل عاقل من أن الشيء لا ينفى من أجل نفسه مما يشهد بتخبطكم وحيرتكم ، والله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم.
* * *
قلتم نفينا وصفه وعلوه |
|
من خشية التركيب والإمكان |
لو كان موصوفا لكان مركبا |
|
فالوصف والتركيب متحدان |
أو كان فوق العرش كان مركبا |
|
فالفوق والتركيب متفقان |
فنفيتم التركيب بالتركيب مع |
|
تغيير إحدى اللفظتين بثان |
بل صورة البرهان أصبح شكلها |
|
شكلا عقيما ليس ذا برهان |
لو كان موصوفا لكان كذاك مو |
|
صوفا وهذا حاصل البرهان |
فإذا جعلتم لفظة التركيب بال |
|
معنى الصحيح أمارة البطلان |
جئنا إلى المعنى فخلصناه من |
|
ها واطّرحناها اطّراح مهان |
هي لفظة مقبوحة بدعية |
|
مذمومة منا بكل لسان |