هي أربع متلازمات بعضها |
|
قد صدقت بعضا على ميزان |
والله ما اجتمعت لديكم هذه |
|
أبدا كما أقررتم بلسان |
إذ قلتم العقل الصحيح يعارض ال |
|
منقول من أثر ومن قرآن |
فتقدم المعقول ثم نصرف ال |
|
منقول بالتأويل ذي الألوان |
فإذا عجزنا عنه ألقيناه لم |
|
نعبأ به قصدا إلى الإحسان |
الشرح : يخاطب المؤلف في هذه الأبيات أهل النفي والتعطيل وأرباب الجحد والتأويل مبينا لهم سبب العداوة بينهم وبين أهل الإثبات منذ الزمان الأول فيقول أنه لا سبب لذلك إلا أننا أخذنا عقيدتنا في إثبات الصفات من مصادرها الأصلية التي لا يعول في هذا الباب إلا عليها فأخذناها من القرآن العظيم الذي هو أساس كل علم ومعرفة ، ثم من السنن الصحيحة المبينة للكتاب ، ثم من العقل الصريح الخالص من شوائب الهوى والتقليد ، ثم من الفطرة الأولى التي فطر الله الناس عليها قبل أن تتغير بالتبعية والتلقين وهي التي عناها الرسول صلىاللهعليهوسلم بقوله : «كل مولود يولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه».
فهذه المصادر الأربعة متلازمة في الوجود متضافرة على الإثبات يصدق بعضها بعضا على سواء ، ولكنكم لم تعولوا في هذا الباب إلا على أوهام فاسدة وتخيلات كاذبة ، فلم تجتمع لكم أبدا هذه الأمور كما اجتمعت لنا وأنتم تقرون على أنفسكم بذلك حيث تزعمون أن العقل الصحيح قد يعارض النقل من كتاب ومن سنة ، ومن ثم تقدمون المعقول لأنه في زعمكم قطعى يفيد اليقين ، ثم تتصرفون في المنقول بالتأويلات المتعددة على ما فيها من بعد وتكلف سمج ، فإذا عجزتم عن التأويل أنكرتم النصوص وطرحتموها جانبا قصدا منكم إلى الإحسان وما هو إلا النفاق والنكران.
* * *
ولكم بذا سلف لهم تابعتم |
|
لما دعوا للأخذ بالقرآن |
صدوا فلما أن أصيبوا أقسموا |
|
لمرادنا توفيق ذي الإحسان |