كذبوا عليهم باهتين لهم بما |
|
ظنوه يلزمهم من البهتان |
فحكى المعطل عن أولي الاثبات قو |
|
لهم بأن الله ذو جثمان |
وحكى المعطل أنهم قالوا بأن |
|
الله ليس يرى لنا بعيان |
وحكى المعطل أنهم قالوا يجوز |
|
ز كلامه من غير قصد معان |
وحكى المعطل أنهم قالوا بتحي |
|
يز الإله وحصره بمكان |
وحكى المعطل أنهم قالوا له ال |
|
أعضاء جل الله عن بهتان |
وحكى المعطل أن مذهبهم هو الت |
|
شبيه للخلاق بالإنسان |
وحكى المعطل عنهم ما لم يقو |
|
لوه ولا أشياخهم بلسان |
الشرح : يعني إذا كان لازم المذهب قد لا يكون مقصودا لصاحب المذهب لجواز جهله باللزوم أو غفلته عنه ، فإن ذلك لا ينطبق على لوازم الكتاب والسنة بل كل ما يقوله الله عزوجل ورسوله المعصوم صلوات الله عليه وسلامه لا بد أن تكون لوازمه كلها مقصودة ، ولذلك كانت دلالات النصوص منها ما هو جلي ظاهر ، ومنها ما هو شديد الخفاء ، وذلك لتفاوت اللوازم في القرب والبعد من المعنى الأصلي ، فبعضها يكون لزومه لهذا المعنى واضحا وبعضها يكون خفيا ، والله سبحانه هو الذي يرزق من يشاء من عباده الفهم لمعاني كلامه رزقا واسعا بلا تقدير ، كما أثر عن علي رضي الله عنه أنه سئل هل وصى لكم رسول الله صلىاللهعليهوسلم بشيء؟ فقال لا والذي فلق الحبة وبرأ النسمة ، إلا أن يعطي الله عبده فهما في كتابه وإلا ما في هذه الصحيفة.
وكذلك ما عرف عن سعة علم ابن عباس رضي الله عنهما بوجوه التأويل حتى سمي ترجمان القرآن ، وذلك ببركة دعاء رسول الله صلىاللهعليهوسلم حين وضع يده على صدره ، وقال : «اللهم فقهه في الدين وعلمه التأويل».
وإذا عرفت أن لازم المذهب لا يصح أن يكون مذهبا فضلا عما يظن لزومه مما ليس بلازم فاحذر ما يحكيه علماء الكلام عن خصومهم من أهل الحق والإثبات من حكايات فيها كثير من الهراء والهذيان ، فقد ذكروا ما ظنوه لازما