وسطوا عليها كلها بالنقض والا |
|
بطال والتشكيك للانسان |
حتى أتى من أرض آمد آخرا |
|
ثور كبير بل حقير الشأن |
قال الصواب الوقف في ذا كله |
|
والشك فيه ظاهر التبيان |
هذا قصارى بحثه وعلومه |
|
أن شك في الله العظيم الشأن |
الشرح : والسادس من أنواع التركيب التركب من الماهية التي هي بالذات ووجودها ، فان لكل شيء ذاتا أي ماهية هو بها هو ، وهذه الماهية يعرض لها الوجود في الخارج فيكون الشخص في الخارج مركبا من الماهية ومن التشخص هكذا قالوا والحق أنه ليس هناك في الخارج شيئان ماهية ووجودها ، بل ليس هناك الا الشخص الموجود في الخارج. وانما تعرض زيادة الوجود للماهية في الذهن ، وذلك لأن الذهن يستطيع تصور الماهية معراة من الوجود ، ثم يضيف إليها الوجود ، وأما في الخارج فلا مغايرة بين الماهية ووجودها. فالماهية المطلقة معنى كلي لا وجود له الا في الاذهان ، وما يوجد في الخارج لا يكون الا جزئيا متعينا. فإذا اعتبر الذهن ماهية من حيث هي بقطع النظر عن الوجود ، واعتبر الوجود عارضا لها حكم مغايرة كل منهما للآخر ضرورة مغايرة العارض للمعروض أما في الخارج فليس هناك عارض ولا معروض بل الذات ووجودها شيء واحد فالفصل بين الماهية ووجودها هو من عمل الذهن وحده.
وبهذا يتضح أن ما يدعيه هؤلاء من تركب الأشخاص من الماهية والوجود في الخارج باطل ، وزال بهذا التفصيل الذي قدمناه كثير مما تخبط فيه القوم في هذه المسألة والتفصيل دائما هو الاساس الذي تبنى عليه كل معرفة صحيحة. ولهذا ترى ابن الخطيب المعروف بالفخر الرازي هو وحزبه من المتفلسفين لما لم يهتدوا لمواقع الفرق بين الوجود في الذهن والوجود في الخارج أخذوا يخبطون خبط عشواء حتى بلبلوا الافكار وأثاروا الشكوك حين أخذوا يتساءلون : هل ذات الباري جل وعلا عين وجوده أم غيره؟
فان قلنا أنها غيره كان هناك شيئان متغايران فيكون الباري مركبا منهما