غَيْرَهُ ...). (١)
وينقل عنه السيّد علي بن طاووس في رسالة «محاسبة النفس» وكان عنده تامّا ، كما صرّح به في كتابه «اليقين» قال : إنّه عشرة أجزاء في مجلّدين ضخمين. قال ابن طاووس : وقد روى أحاديثه من رجال العامة لتكون أبلغ في الحجّة. قال الطهراني : ونقل في «اليقين» عن كلا المجلّدين عدّة روايات. (٢)
هذا ، ولكن محدّثنا النوري اشتبه عليه الأمر ، فجعل ينقل عن ماهيار بواسطة الشيخ شرف الدين النجفي في كتابه «تأويل الآيات الباهرة» ما يروق له من روايات التحريف. زاعما أنّه من تفسير ماهيار! (٣)
وهو خلط غريب ، لأنّ الذي ينقل من تفسير ماهيار ، هو «السيّد شرف الدين الاسترآبادي» في كتابه «تأويل الآيات الظاهرة».
وأمّا كتاب «تأويل الآيات الباهرة» فهو ترجمة فارسية مختزلة عن كتاب شرف الدين. قام بها ـ كما صرّح في خاتمة الكتاب ـ (٤) الشيخ محمد تقي المعروف ب «آقا نجفي الاصفهاني» المتوفّى سنة ١٣٣٢. وكان من معاريف عصره في اصفهان صاحب كلمة ونفوذ. وقد استهلّ كتابه وكذا عنونه الناشرون بما يوهم أنّه من تأليفه ، ومن ثمّ اشتبه الأمر على كثيرين ، كما اشتبه على محدّثنا النوري اسم الكتاب واسم مؤلّفه (٥) والله العاصم.
* * *
وإليك الآن عرضا موجزا عن أهمّ روايات استند إليها المحدّث النوري من كلا نوعيها : الدالّة ـ فيما زعم ـ : على التحريف عموما ، أو الناصّة على مواضع التحريف بالخصوص.
__________________
(١) ـ الإسراء ١٧ : ٧٣.
(٢) ـ الذريعة ، ج ٣ ، ص ٣٠٣ ـ ٣٠٤ ، برقم ١١٢٩ وج ١٩ ، ص ٢٩ ـ ٣٠.
(٣) ـ فصل الخطاب ، ص ٢٣٧ ـ ٢٣٨ ، برقم ١٤ من الدليل الحادي عشر ومواضع اخر. وقد سبقه إلى هذا الوهم صاحب «أمل الآمل» وخطّأه صاحب الرياض. راجع : الذريعة ، ج ٣ ، ص ٣٠٥.
(٤) ـ قال : وقد فرغت من ترجمة هذا الكتاب المستطاب ليلة الجمعة ، ١٣ ج ١ سنة ١٢٩٧ ه.
(٥) ـ وهكذا في كتابه مستدرك الوسائل ، ج ١ ، ص ٢٧٩ ، رقم ١١.