فإنه لا يكون مثل الكل في الاسم والحد لا في البسيط ولا في المركب.
[قال (والمأخوذ في كل)
من تفسيري كل قد يعتبر حسيا ، وقد يعتبر حقيقيا. فبالاعتبارية الحيوية مركب حقيقة والماء بسيط مطلقا ، والفلك بالتفسير الأول خاصة ، والذهب بالتفسيرين مركب حقيقة ، بسيط حسّا].
قد ذكر لكل من الجسم البسيط والجسم المركب تفسيرين أحدهما وجودي ، والآخر عدم له. فالآن يشير إلى أن ما جعل مأخذ التفسيرين. أعني التألف من الأجسام المختلفة الطبائع ، وتساوي الجزء والكل في الاسم والحد ، قد يعتبر من حيث الحقيقة وقد يعتبر من حيث الحس ، فيحصل لكل من البسيط والمركب أربعة تفسيرات مختلفة ، بالعموم والخصوص ، متعاكسة في الوجودية والعدمية ، فللبسيط ما لا يتألف من المختلفات ، حقيقة ما لا يتألف منها حسا ما يساوي جزؤه الكل حقيقة ما يساويه حسّا ، وللمركب ما يتألف حقيقة ما يتألف حسا ما لا يساوي حقيقة ما لا يساوي حسّا. فالمأخوذ من المأخذ الأول للمركب وجودي ، والبسيط عدمي ، ومن المأخذ الثاني بالعكس. فمثل الحيوان لتألفه حسّا وحقيقة من الأجسام المختلفة ، وعدم مساواة جزئه الكل في الاسم والحد لا حسا ولا حقيقة كان مركبا بأي تفسير فسر ، وبأي اعتبار أخذ ، والماء لعدم تألفه منها ، ولمساواة جزئه الكل ، فبهما كان بسيطا كذلك ، والفلك لعدم تألفه منها لا حسا ولا حقيقة ، وعدم مساواة جزئه الكل كذلك كان بسيطا على التفسير الأول بالاعتبارين ، مركبا على التفسير الثاني بالاعتبارين ، والذهب لتألفه من الأجسام المختلفة حقيقة لا حسّا ولمساواة جزئه الكل حسّا لا حقيقة كان على التفسير الأول مركبا ، إذ أخذنا باعتبار الحقيقة بسيطا ، إذا أخذ باعتبار الحس [وعلى التفسير الثاني بالعكس] (١).
__________________
(١) ما بين القوسين سقط من (ب)