الاستدلال بزيادة الكمال على زيادة القرب من الاعتدال الحقيقي على ما هو المطلوب.
وثانيهما : أن قلة الكمالات في خط الاستواء وكثرتها في الاقليم الرابع. يجوز أن تكون عائدة إلى الأسباب الأرضية دون أوضاع العلويات. ودفعه أن الحدس يشهد بما ذكرنا ، ويحكم ببطلان أن لا يوجد في خط الاستواء ، وهو أربعة آلاف فرسخ بقعة خالية عن الموانع الأرضية ، ولا في الإقليم الرابع على كثرة بلادها ، بلدة خالصة للأسباب العلوية.
فإن قيل : إذا صح الاستدلال على اعتدال الاقليم الرابع بكونه وسطا بين الأقاليم بعيدا عن الفجاجة الشمالية ، والاحتراق الجنوبي ، فأولى أن يستدل على اعتدال خط الاستواء (١) بكونه على حاف الوسط من الشمال والجنوب.
قلنا : التوسط هاهنا توسط بين ما هو من أسباب الحرّ والبرد ـ أعني قرب المسامتة وبعدها بخلاف التوسط بين القطبين. فإنه نسبة الشمس إليها على السواء ، وأهل ذلك الوسط دائما في المسامتة ، أو القرب منها ، وإنما يصح الاستدلال لو كان غاية الحرّ والبرد تحت نقطتي الجنوب والشمال وليس كذلك.
__________________
(١) خط الاستواء : هو خط متوهم ابتداؤه من المشرق إلى المغرب تحت مدار رأس برج الحمل ، والليل والنهار أبدا على ذلك الخط متساويان والقطبان هناك ملازمان للأفق ، أحدهما مما يلي مدار سهيل في الجنوب والاخر في الشمال مما يلي الجدي وهذا مثال ذلك