الاستعداد ولهذا جعل الكيمياء (١) كالعنقاء مثلا في اسم بلا مسمى.
[قال (والثاني)
كالكبريت والزرنيخ مما فيه امتزاج ضعيف بين يبوسة ودهنية انعقدت بالبرد].
أي الذائب المشتعل هو الجسم الذي فيه رطوبة دهنية ، مع يبوسة غير مستحكم المزاج ، ولذلك تقوى النار على تفريق رطبه عن يابسه. وهو الاشتعال. وذلك كالكبريت المتولد من مائية تخمرت بالأرضية والهوائية تخمرا شديدا بالحرارة ، حتى صارت تلك المائية دهنية ، وانعقدت بالبرد ، وكالزرنيخ وهو كذلك. إلا أن الدهنية فيه أقل.
[قال (والثالث)
كالزاجات والأملاح مما ضعف امتزاجه ، وكثرت رطوبته المنعقدة بالحر واليبس ، ولذا يذوب بالماء ، وفي الزاجات مع الملحية والكبريتية وقوة بعض الأجساد الذاتية] (٢).
أي الذائب الذي لا ينطرق ، ولا يشتعل ، ما ضعف امتزاج رطبه ويابسه وكثرت رطوبته المنعقدة بالحر واليبس ، كالزاجات وتولدها من ملحية وكبريتية وحجارة ، وفيها قوة بعض الأجساد الذائبة ، وكالأملاح وتولدها من ماء خالطه دخان حار لطيف
__________________
(١) الكيمياء : هو علم يبحث فيه عن طبائع وخواص الأجسام الأرضية وكيفية تحليلها وتركيبها.
يعتبر هذا العلم من العلوم الحديثة العهد فلم يبعد تاريخ تكوينه على حالته المعروفة اليوم عن مائة سنة. أما قبل ذلك فقد كان عبارة عن نظريات تجريبية لا نظام لها ولا قانون يجمع شتاتها وكثيرا ما كانت محتوشة بالخطإ ، أما اليوم فقد صارت الكيمياء من وجهتها النظرية والعلمية في مصاف جميع العلوم المقررة ومما يؤثر عنها أنها ترقت ترقيا سريعا للغاية ، فإن قيامها على حالتها العصرية لم تكن نتيجة مجهودات القرائح في أجيال عدة كما كانت حال جميع العلوم الأخرى ، فإن مسائل تحليل الهواء ونظرية الاحتراق والتنفس والتمييز بين الأجسام القابلة للوزن وغير القابلة للوزن والفصل بين الأجزاء البسيطة والمركبة وجميع المكتشفات التي قلبت حال هذا العلم تمت كلها في خمس عشرة سنة ، وكل هذه الانقلابات السريعة المدهشة التي طرأت على هذا العلم هي عمل رجل واحد هو «لافوازيه» العالم الفرنسي.
راجع دائرة معارف القرن العشرين ٨ : ٢٥٣ وما بعدها
(٢) في (أ) الذاتية بدلا من (الذائبة) وهو تحريف