[قال (وتكونها بالصنعة)
سيما الذهب والفضة مما يثبته الأكثرون ، ويزعمون أن تحصيل صورها النوعية على تقدير ثبوتها غير مشروط بالعلم بحقائقها ، وتفاصيلها ، بل يكفي العلم بجميع المواد على وجه يستحق فيضان الصور بأسباب لا نعلمها].
يعني أن الكثير من العقلاء ذهبوا إلى أن تكون الذهب والفضة بالصنعة واقع. وذهب ابن سينا إلى أنه لم يظهر له إمكانه فضلا عن الوقوع ، لأن الفصول الذاتية التي بها تصير هذه الأجساد أنواعا أمور مجهولة. والمجهول لا يمكن إيجاده. نعم. يمكن أن يصبغ (١) النحاس بصبغ (٢) الفضة ، والفضة بصبغ (٣) الذهب ، وأنه يزال عن الرصاص أكثر ما فيه من النقص ، لكن هذه الأمور المحسوسة يجوز أن لا تكون هي الفصول. بل عوارض ولوازم.
وأجيب : بأنا لا ثم اختلاف الأجسام بالفصول ، والصور النوعية. بل هي متماثلة لا تختلف إلا بالعوارض التي يمكن زوالها (٤) بالتدبير.
ولو سلّم. فإن أريد لمجهولية الصور النوعية والفصول الذاتية ، أنها مجهولة من كل وجه فممنوع. كيف وقد علم أنها مبادي لهذه الخواص والأعراض. وإن أريد أنها مجهولة بحقائقها وتفاصيلها ، فلا نسلم (٥) أن الايجاد موقوف على العلم بذلك. وأنه لا يكفي العلم بجميع المواد على وجه حصل الظن بفيضان الصور عنده ، لأسباب لا تعلم على التفصيل ، كالحبة من الشعر ، والعقرب من البازروج ، ونحو ذلك ، وكفى بصنعة الترياق ، وما فيه من الخواص والآثار شاهدا على إمكان ذلك. نعم الكلام في الوقوع ، وفي العلم بجميع المواد ، وتحصيل
__________________
(١) في (ب) يصنع بدلا من (يصبغ)
(٢) في (ب) يصنع بدلا من (يصبغ)
(٣) في (ب) يصنع بدلا من (يصبغ)
(٤) سقط من (أ) لفظ (زوالها)
(٥) في (أ) فلا ثم بدلا من (فلا نسلم)