والحركة الإرادية ، ومنهم من جعل التصرف في الغذاء حياة ، فسماه حيا ، ومنهم من بالغ فجعل للنبات مع الحس عقلا].
لا خلاف في أن النبات ليس بحيوان ، لأن المراد به ، ما علم فيه تحقق الحس والحركة ، وإنما الخلاف في حياته. فقيل هو حي ، لأن الحياة صفة هي مبدأ التغذية والتنمية.
وقيل لا : إذ الحياة صفة هي مبدأ الحس والحركة الإرادية.
واعترض بأنا لا نسلّم انتفاء ذلك في النبات. غاية الأمر انتفاء العلم بتحققه فيه ، ومنهم من ادعى تحققه فيه ، مستشهدا بالأمارات على ما سبق ، ومنهم من بلغ في اتصافه بالإدراك ، حتى أثبت له إدراك الكليات. وهو المعنى بالعقل ، زعما منه ، أن ما يشاهد من ميل إناث النخيل إلى بعض الذكور دون البعض ، وميل عروقها إلى الصوب (١) الذي فيه الماء ، وانحرافها في صعودها عن الجدار المجاور ، لا يتأتى بدون ذلك ، وهذا ينسب إلى جمع من قدماء الحكماء.
__________________
(١) الصوب : نزول المطر ، والصيب : السحاب دون الصوب ، وصاب أي نزل. قال الشاعر :
فلست لإنس ولكن لملأك |
|
تنزل من جو السماء يصوب |
والتصوب مثله ، وصوبت الفرس إذا أرسلته في الجري.