[قال (ومنها الشم) (١)
وهي قوة في زائدتي مقدم الدماغ تدرك بها الروائح ، بأن يصل إليهما الهواء المتكيف بها ، لا أجزاء تنفصل عن ذي الرائحة ، وإلا انتقص وزنه ، وحجمه بكثرة شمه. نعم ، قد يعين انفصال الأجزاء البخارية على تكيف الهواء بسرعة ، وكثرة اللمس على تحلل رطوبات المشمومات ، ولذا تهاج الروائح بالحر ، وتذبل التفاحة بالشم ، ولا بأن يؤثر المشمومات في الشامة من غير استحالة في الهواء ، وإلا لما أدرك الرائحة من حضر ، بعد زوال المشموم ، وأما أنه كيف يفعل ذو الرائحة في فراسخ ، والنار مع شدة تأثيرها لا تسخن إلا ما يقرب منها فمجرد استبعاد].
الجمهور على أن إدراك الروائح بوصول الهواء المتكيف بكيفية ذي الرائحة إلى آلة الشم. وقيل بتبخر وانفصال أجزاء من ذي الرائحة ، تخالط الأجزاء الهوائية ، فتصل إلى الشامة.
وقيل : بفعل ذي الرائحة في الشامة من غير استحالة ، في الهواء (٢) ولا تبخر وانفصال أجزاء. ورد الثاني. بأن القليل من المسك يشم على طول الأزمنة ، وكثرة الأمكنة ، من غير نقصان في وزنه وحجمه ، فلو كان الشم بالتبخر ، وانفصال الأجزاء لما أمكن ذلك. والثالث. بأن المسك قد يذهب به إلى مسافة بعيدة جدا ، أو يحرق ، ويفني بالكلية ، مع أن رائحته تدرك في الهواء الأول أزمنة متطاولة. تمسك الفريق الثاني. بأن الشم لو لم يكن بالتبخر ، وتحلل الأجزاء اللطيفة وانفصالها ، من ذي الرائحة ، لما كانت الحرارة ، وما يهيجها من الدلك والتبخر
__________________
(١) شممت الشيء أشمه شما وشميما والمشامة مفاعلة منه والتشام التفاعل ، والمشامة ، الدنو من العدو حتى يتراءى الفريقان ويقال : شامم فلانا أي انظر ما عنده ، وشاممت الرجل : إذا قاربته ودنوت منه ، وشمام : اسم جبل. قال جرير :
عاينت مشعلة الرعال كأنها |
|
طير تغاول في شمام وكورا |
والشمم : ارتفاع في قصبة الأنف مع استواء أعلاه ، فإن كان فيها احديداب فهو القنا. ورجل أشم الأنف. وجبل أشم ، طويل الرأس بين الشمم فيهما قال الخليل بن أحمد : تقول للوالي : أشممني يدك ، وهو أحسن من ناولني يدك
(٢) سقط من (أ) كلمة الهواء