وقيل : لا شعاع ، ولا انطباع. وإنما الإبصار بمقابلة المستنير للعضو الباصر ، الذي فيه رطوبة صقيلة. فإذا وجدت هذه الشروط ، مع زوال الموانع ، يقع للنفس علم إشراقي حضوري على المبصر ، فتدركه النفس مشاهدة ظاهرة جلية. والحق :
أن الإبصار بمحض خلق الله تعالى عند فتح العين.
[قال (والمشهور من آراء الفلاسفة الانطباع والشعاع) :
والعمدة في إثبات الأول. أن نور العين مرئي ، وانطاع الشبح من الشيء في المقابل الصقيل المستنير ضروري. لكنه لا يفيد كون الرؤية بذلك ، وقد يستدل بالقياس على سائر الحواس ، حيث يأتيها المحسوس ، وبأن صورة الشمس قد تبقى زمانا ، في عين من أطال النظر إليها ، ثم أعرض ، وبأن الغريب مرئي أكثر ، وما ذلك إلا لكون الانطباع على مخروط من الهواء قاعدته سطح المرئي ، فعند القرب ، يكون وتر الزاوية أعظم ، وهو ضعيف (١).
تمسك أصحاب الشعاع ، بأنه يتفاوت الرؤية بقلة الشعاع وكثرته وغلظه ورقته ، ووقوع المرئي (٢) في سهم المخروط وجوانبه ، وقد يشاهد في الظلمة ، انفصال النور من العين ، وعند تغميض العين على السراج خطوط شعاعية.
والجواب : أن مرجع ذلك إلى نور العين المسمى بالروح الباصرة ، المعد لحصول مثله في المقابل المرتسم بينه وبين المرئي مخروط وهمي. وكان مبدأ (٣) هذا هو المراد بخروج الشعاع ، أو الجسم الشعاعي للقطع بأنه يمتنع أن يخرج من العين ما ينبسط على نصف كرة العالم ، وأن يتحرك إلى الجهات ، وينفذ في السموات ، ولا يتشوش (٤) بهبوب الرياح إلى غير ذلك من الأمارات].
أي القول بانطباع شبح المرئي في الرطوبة الجليدية ، والقول بخروج الشعاع من العين على هيئة المخروط.
__________________
(١) سقط من (ب) جملة (وهو ضعيف)
(٢) في (ب) ووقوعه في سهم المخروط وسقوط لفظ (المرئي)
(٣) سقط من (أ) لفظ (مبدأ)
(٤) في (ب) ولا يتأثر بدلا من (يتشوش)