ابى عن علي (ع) ومعاوية فقال : اعلم أن عليا كان كثير الاعداء ففتش له اعداؤه شيئا فلم يجدوا فجاءوا إلى رجل قد حاربه وقاتله فأطروه كيدا منهم له.
ومن كراماته الباهرة أن الشمس ردت عليه (ع) لما كان رأس النبي (ص) في حجره والوحي ينزل عليه وعلي لم يصل العصر ، فما سرى عنه (ص) إلا وقد غربت الشمس ، فقال النبي (ص) اللهم إنه كان في طاعتك وطاعة رسولك فاردد عليه الشمس ، فطلعت بعد ما غربت. وحديث ردها صحيح رواه الطحاوي والقاضي في الشفاء وحسنه شيخ الإسلام ابو زرعة وتبعه غيره ، وردوا على جميع من قال أنه موضوع وزعمه فوات الوقت فلا فائدة بردها ، إذ هو في محل المنع إذ فيها كرامة لعلي.
قال سبط ابن الجوزي : وفي الباب حكاية عجيبة حدثني بها جماعة من مشايخنا بالعراق أنهم شاهدوا أبا منصور المظفر بن اردشير العبادي الواعظ ذكر بعد العصر هذا الحديث ونمقه بألفاظه وذكر فضائل أهل البيت ، فغطت سحابة الشمس حتى ظن الناس أنها قد غابت فقام على المنبر واومأ إلى الشمس وأنشد :
لا تغربي يا شمس حتى ينتهي |
|
مدحي لآل المصطفى ولنجله |
واثني عنانك إن أردت ثناهم |
|
أنسيت إذ كان الوقوف لأجله |
إن كان للمولى وقوفك فليكن |
|
هذا الوقوف لخيله ولرجله |
قالوا : فانجاب السحاب وطلعت الشمس.
وأخرج الديلمي عن ابي سعيد الخدري أن النبي (ص) قال (وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْؤُلُونَ) عن ولاية علي ، وكان هذا هو مراد الواحدي بقوله في الآية (وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْؤُلُونَ) عن ولاية علي (ع) وأهل البيت ، لأن الله تعالى أمر نبيه أن يعرف الخلق أنه لا يسألهم على تبليغ الرسالة إلا المودة في القربى ، والمعنى أنهم يسألون هل والوهم حق الموالاة كما اوصاهم النبي (ص) أم أضاعوها وأهملوها ، فتكون عليهم المطالبة والتبعة.