دون الاخلاء ، آثره على كل حميم وساعده في كل امر جسيم ، لا يحبكم إلا كل سعيد ولا يبغضكم إلا كل شقي ، فأنتم عترة رسول الله الطيبون والخيرة المنتخبون ، على الخير أدلتنا وإلى الجنة مسالكنا ، وانت يا خيرة النساء وابنة الأنبياء صادقة في قولك سابقة في وفور عقلك غير مردودة عن حقك ولا مصدودة عن صدقك ، والله ما عدوت رأي رسول الله (ص) ولا عملت إلا باذنه ، وان الرائد لا يكذب أهله ، فانى أشهد الله وكفى به شهيدا أني سمعت رسول الله يقول «نحن معاشر الأنبياء لا نورث ذهبا ولا فضة ولا دارا ولا عقارا وانما نورث الكتاب والحكمة والعلم والنبوة وما لنا من طعمة فلولي الأمر بعدنا أن يحكم فيه بحكمه» ورواها المرتضى في الشافي عن أبي الفضل احمد بن أبى طاهر البغدادي في كتاب بلاغات النساء وابن ابي الحديد في شرح النهج.
وفي رواية للمسعودي أن أبا بكر قد قال في آخر أيامه : ثلاث فعلتها ووددت اني تركتها ، وعد في جملتها تفتيش بيت فاطمة ، وذكر في ذلك كلاما طويلا ، وفي رواية الطبري اظهر ابو بكر اسفه على أنه لم يعطها (فدكا).
(أولادها):
الحسن المجتبى ، والحسين السبط ، ومحسن السقط ، وزينب الكبرى عقيلة بني هاشم ، وأمّ كلثوم.
(وفاتها):
تعددت الأقوال في مدة بقائها بعد أبيها هل هي أربعون يوما أو خمسة وسبعون او خمسة وتسعون او اكثر من ذلك من نحو مائة يوم او أربعة اشهر او ستة او ثمانية أشهر ، وقد اتفق الجميع على أن عمرها بعد ابيها لم يكن اكثر من ثمانية أشهر ولا بأقل من أربعين يوما.
والذي نختاره هو أنها مكثت بعد ابيها خمسة وتسعين يوما ، وقبضت في ثالث جمادى الآخرة ، فلما توفيت غسلها امير المؤمنين علي (ع) وصلى عليها