العظيم وإباحة اهل المدينة ما هو مشهور ، حتى فض نحو ثلاثمائة بكر وقتل من الصحابة نحو ذلك ومن قراء القرآن نحو سبعمائة نفسا ، وابيحت المدينة المنورة غير بيت الامام زين العابدين علي بن الحسين (ع) اياما ، وبطلت الجماعة من المسجد النبوي اياما ، واخيف أهل المدينة اياما ، فلم يكن لأحد أن يدخل المسجد حتى دخلها الكلاب وبالت على منبره (ص) كما أخبر به النبي (ص) ولم يرض امير هذا الجيش «وهو مسلم بن عقبة» إلا بأن يبايعوا ليزيد على أنهم عبيد له ان شاء باع وإن شاء اعتق ، ثم سار جيشه نحو مكة الى قتال عبد الله بن الزبير فرموا الكعبة المكرمة بالمنجنيق وأحرقوا كسوتها بالنار ، فأي شيء أعظم من هذه القبائح التي وقعت في زمنه منه ناشئة عنه ، وكانت سلطنة يزيد اللعين سنة ستين وهلك في اوّل سنة اربع وستين وان ابنه معاوية بن يزيد لما ولي العهد صعد المنبر فقال : إن هذه الخلافة حبل الله تعالى ، وان جدي معاوية نازع الأمر أهله ، ومن هو أحق به منه علي بن ابي طالب (ع) ، وركب بكم ما تعلمون حتى أتته المنية فصار في قبره رهينا بذنوبه ، ثم قلد بي الأرض وكان غير أهله ونازع ابن بنت رسول الله (ص) فقصف عمره وابتر عقبه وصار في قبره رهينا بذنوبه ، ثم بكى وقال : من اعظم الأمور خسارة علينا علمنا بسوء منقلبه وقد قتل عترة رسول الله واباح الخمر وخرب الكعبة ولم يذق حلاوة الخلافة فلا اذوق مرارتها ولا اتقلدها فشأنكم في امركم ، والله لئن كانت الدنيا خيرا فقد نلنا حظا وان كانت شرا فكفى ذرية أبي سفيان ما اصابوا منها.
ثم بقى في منزله حتى مات بعد أربعين يوما ، وكانت مدة خلافته اربعين يوما وقيل شهرين وقيل ثلاثة أشهر ، ومات عن احدى وعشرين سنة وقيل عشرين ـ انتهى كلام ابن حجر.
(لا يزور الحسين (ع) إلا الصديقون):
كامل الزيارة لابن قولويه باسناده عن جعفر بن محمد قال : كان