وفيه «من جالسه أو قَاوَمه فى حاجته صابره» قَاوَمَه : فاعله ، من القِيام : أى إذا قام معه ليقضى حاجته صبر عليه إلى أن يقضيها.
وفيه «قالوا : يا رسول الله لو قَوَّمْتَ لنا ، فقال : الله هو المُقَوِّم» أى لو سعّرت لنا. وهو من قِيمة الشىء : أى حدّدت لنا قِيمَتَها.
(ه) وفى حديث ابن عباس «إذا اسْتَقَمْتَ بنقد فبعت بنقد فلا بأس به ، وإذا اسْتَقَمْتَ بنقد فبعت بنسيئة فلا خير فيه» اسْتَقَمْت فى لغة أهل مكة : بمعنى قَوَّمْت. يقولون : اسْتَقَمْتُ المتاع إذا قَوَّمْتَه.
ومعنى الحديث أن يدفع الرجل إلى الرجل ثوبا فيُقَوِّمه مثلا بثلاثين ، ثم يقول : بعه بها وما زاد عليها فهو لك. فإن باعه نقدا بأكثر من ثلاثين فهو جائز ويأخذ الزيادة ، وإن باعه نسيئة بأكثر ممّا يبيعه نقدا ، فالبيع مردود ولا يجوز (١).
(س) وفيه «حين قام قائمُ الظّهيرة» أى قِيامُ الشمس وقت الزّوال ، من قولهم : قامت به دابّته : أى وقفت. والمعنى أن الشمس إذا بلغت وسط السماء أبطأت حركة الظّلّ إلى أن تزول ، فيحسب الناظر المتأمّل أنها قد وقفت وهى سائرة ، لكن سيرا لا يظهر له أثر سريع ، كما يظهر قبل الزّوال وبعده ، فيقال لذلك الوقوف المشاهد [قام](٢) قائم الظّهيرة.
(س هـ) وفى حديث حكيم بن حزام «بايعت رسول الله صلىاللهعليهوسلم أن لا أخرّ إلا قائما» أى لا أموت إلا ثابتا على الإسلام والتّمسّك به. يقال : قام فلان على الشىء إذا ثبت عليه وتمسّك به. وقيل غير ذلك. وقد تقدّم فى حرف الخاء.
(س [ه]) ومنه الحديث «اسْتَقِيمُوا لقريش ما اسْتَقَاموا لكم ، فإن لم يفعلوا فضعوا سيوفكم على عواتقكم فأبيدوا خضراءهم» أى دوموا لهم على الطاعة واثبتوا عليها ، ما داموا على الدّين وثبتوا على الإسلام. يقال : أَقَام واسْتَقَام ، كما يقال : أجاب واستجاب.
قال الخطّابى : الخوارج ومن يرى رأيهم يتأوّلونه على الأئمة ، ويحملون قوله
__________________
(١) انظر اللسان ، فقد بسط القول فى هذه المسألة.
(٢) من : ا واللسان ، وزاد فى اللسان : «والقائم قائم الظّهيرة».