ومنه حديث عليّ «وكان كيّس الفعل» أى حسنه. والكيس فى الأمور يجرى مجرى الرّفق فيها.
ومنه حديثه الآخر :
* أما ترانى كيّسا مكيّسا *
المكيّس : المعروف بالكيس.
وفيه «هذا من كيس أبى هريرة» أى ممّا عنده من العلم المقتنى فى قلبه ، كما يقتنى المال فى الكيس.
ورواه بعضهم بفتح الكاف : أى من فقهه وفطنته ، لا من روايته.
(كيع) (ه) فيه «ما زالت قريش كاعَةً حتى مات أبو طالب» الكاعَة : جمع كائِع ، وهو الجبان ، كبائع وباعة. وقد كاعَ يَكِيع. ويروى بالتشديد. وقد تقدم.
أراد أنهم كانوا يجبنون عن أذى النبى فى حياته ، فلما مات اجترأوا عليه.
(كيل) (س [ه]) فيه «المِكْيَال مِكيال أهل المدينة ، والميزان ميزان أهل مكة» قال أبو عبيد : هذا الحديث أصل لكل شىء من الكَيْل والوزن ، وإنما يأتمّ الناس فيهما بهم ، والذى يعرف به أصل الكيل والوزن أنّ كلّ ما لزمه اسم المختوم والقفيز والمكّوك. والصاع والمدّ ، فهو كَيل ، وكلّ ما لزمه اسم الأرطال والأمناء (١) والأواقىّ فهو وزن (٢).
وأصل التّمر : الكَيل ، فلا يجوز (٣) أن يباع وزنا بوزن ، لأنه إذا ردّ بعد الوزن إلى الكيل ، لم يؤمن فيه التفاضل (٤).
وكل ما كان فى عهد النبى صلىاللهعليهوسلم بمكة والمدينة مَكِيلا فلا يباع إلّا بالكيل ، وكل ما كان بهما موزونا فلا يباع إلّا بالوزن ، لئلّا يدخله الرّبا بالتّفاضل.
__________________
(١) فى الهروى : «والأمنان» وقال صاحب المصباح : «المنا : الذى يكال به السمن وغيره ... والتثنية منوان ، والجمع أمناء : مثل سبب وأسباب. وفى لغة تميم : منّ ، بالتشديد ، والجمع أمنان ، والتثنية منّان ، على لفظه».
(٢) هذا آخر كلام أبى عبيد. وما يأتى من كلام أبى منصور الأزهرى. كما فى الهروى.
(٣) عبارة الهروى : «ولا يجوز أن يباع رطلا برطل ولا وزنا بوزن».
(٤) هذا آخر كلام أبى منصور الأزهرى. كما فى الهروى.