رأسه ، فقالوا : كان صاحبك نراميه فلا يتضور وانت تتضور وقد استنكرنا ذلك ، قال : وخرج بالناس في غزوة تبوك فقال علي عليهالسلام : «أخرج معك» فقال له نبي الله صلىاللهعليهوآله : «[لا] (١)» فبكى علي فقال له : «أما ترضى أن تكون منّي بمنزلة هارون من موسى إلّا أنك ليس نبي أنه لا ينبغي أن اذهب إلّا وأنت خليفتي» قال : وقال رسول الله صلىاللهعليهوآله : «أنت ولي كل مؤمن بعدي ومؤمنة» قال : وسد أبواب المسجد غير باب علي عليهالسلام قال : ودخل المسجد جنبا وهو طريقه ليس له طريق غيره قال وقال : «من كنت مولاه فعلي مولاه» (٢).
وروى هذا الحديث أيضا أبو المؤيد موفق بن أحمد قال : أخبرنا الشيخ الزاهد أبو الحسن علي ابن أحمد العاصمي الخوارزمي أخبرنا شيخ القضاة إسماعيل بن أحمد الواعظ أخبرنا والدي أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي قال : أخبرنا أبو علي عبد الله بن أحمد بن حنبل أخبرنا أبي حدّثنا يحيى بن حماد حدّثنا أبو عوانة حدّثنا أبو بلج حدّثنا عمر بن ميمون قال : إني جالس إلى ابن عباس رضى الله عنه إذ أتاه تسعة رهط فقالوا : يا بن عباس وساق الحديث إلّا أن فيه وقعوا في رجل له بضعة عشرة فضيلة (٣).
الحديث الثاني : ومن تفسير الثعلبي في الجزء الأول في تفسير سورة البقرة قوله تعالى : (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغاءَ مَرْضاتِ اللهِ) إن رسول الله صلىاللهعليهوآله لما أراد الهجرة خلف علي بن أبي طالب صلوات الله عليه بمكة ؛ لقضاء ديونه ورد الودائع التي كانت عنده، وأمره ليلة الخروج إلى الغار وقد أحاط المشركون بالدار أن ينام على فراشه صلىاللهعليهوآله فقال له : «يا علي اتشح ببردي الحضرمي ثم نم على فراشي فإنه لا يخلص إليك منهم مكروه ان شاء الله عزوجل» ففعل ذلكعليهالسلام فاوحى الله عزوجل إلى جبرائيل وميكائيل عليهماالسلام : إني قد آخيت بينكما وجعلت عمر أحدكما أطول من الآخر فأيكما يؤثر صاحبه بالحياة؟ فاختارا كلاهما الحياة فاوحى الله عزوجل إليهما إلّا كنتما مثل علي ابن أبي طالب آخيت بينه وبين محمد فنام على فراشه يفديه بنفسه ويؤثره بالحياة اهبطا إلى الأرض فاحفظاه من عدوه فنزلا فكان جبرائيل عليهالسلام عند رأسه وميكائيلعليهالسلام عند رجله فقال جبرائيل : بخ بخ من مثلك يا بن أبي طالب يباهي الله بك الملائكة ، فأنزل الله تعالى على رسوله وهو متوجه إلى المدينة في شأن علي بن أبي طالب (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغاءَ مَرْضاتِ اللهِ)» (٤).
__________________
(١) زيادة اقتضاها السياق.
(٢) مسند أحمد : ١ / ٣٣١.
(٣) المناقب : ١٢٥ / ح ١٤٠.
(٤) العمدة : ٢٣٩ / ٣٦٧ عن الثعلبي.