عليهم غفر الله له ، وذلك قوله (فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِماتٍ) (١) الآية (٢).
الخامس : العياشي بإسناده عن محمد بن عيسى بن عبيد العلوي عن أبيه عن جده عن علي عليهالسلام قال : الكلمات التي تلقاها آدم من ربه قال : يا رب أسألك بحق محمد لما تبت عليّ ، قال : وما علمك بمحمد؟ قال : رأيته في سرادقك الأعظم مكتوبا وأنا في الجنة. (٣)
السادس : الإمام أبو محمد الحسن العسكري عليهالسلام في تفسيره : قال الله تعالى (فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِماتٍ) (٤) يقولها ، فقالها فتاب الله عليه بها إنه هو التوّاب الرحيم ، القابل للتوبات ، الرحيم بالتائبين ، (قُلْنَا اهْبِطُوا مِنْها جَمِيعاً) كان أمر في الأول أن يهبط ، وفي الثاني أمرهم أن يهبطوا جميعا لا يتقدم أحدكم الآخر ، والهبوط إنما كان هبوط آدم وحواء من الجنة ، وهبوط الحية أيضا منها ، فإنها كانت من أحسن دوابها ، وهبوط إبليس من حواليها ، فإنه كان محرما عليه دخول الجنة (فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدىً) يأتيكم واولادكم من بعدكم مني هدى يا آدم ويا إبليس (فَمَنْ تَبِعَ هُدايَ فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ) (٥) لا خوف عليهم حين يخاف المخالفون ، ولا يحزنون إذا يحزنون.
قال : فلمّا زلّت من آدم الخطيّة واعتذر إلى ربه عزوجل قال : يا رب تب عليّ واقبل معذرتي وأعدني إلى مرتبتي وارفع لديك درجتي ، لقد تبيّن نقص الخطيّة وذلّها بأعضائي وسائر بدني.
قال الله تعالى : يا آدم أما تذكر أمري إياك أن لا تدعوني بمحمد وآله الطيبين عند شدائدك ودواهيك في النوازل ينهضك.
قال آدم : يا رب بلى ، قال الله عزوجل : فهم محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين صلوات الله عليهم خصوصا فادعني أجبك إلى ملتمسك وازدك فوق مرادك ، فقال آدم : يا رب يا إلهي وقد بلغ عندك من محلّهم أنك بالتوسل بهم تقبل ، توبتي وتغفر خطيئتي وأنا الذي أسجدت له ملائكتك ، وأسكنته جنتك ، وزوجته حواء أمتك ، وأخدمته كرام ملائكتك ، قال الله تعالى : يا آدم إنما أمرت الملائكة بتعظيمك بالسجود لك إذ كنت وعاء لهذه الأنوار ، ولو كنت سألتني بهم قبل خطيّتك أن أعصمك منها وأن أفطنك لدواعي عدوك إبليس حتى تحرز منه لكنت قد فعلت ذلك ولكن المعلوم في سابق علمي يجري موافقا لعلمي ، فالآن فبهم فادعني لأجيبك ، فعند ذلك قال آدم : اللهم بجاه محمد وآله الطيبين ، بجاه محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين والطيبين من
__________________
(١) البقرة : ٣٧.
(٢) تفسير العياشي ١ / ٤١ ح ٢٧.
(٣) تفسير العياشي ١ / ٤١ ح ٢٨.
(٤) البقرة : ٣٧.
(٥) البقرة : ٣٨.