يا محمد إني أنا الله لا إله إلّا أنا فاطر السماوات والأرض وهبت لا بنتك اسما من أسمائي فسمّيتها فاطمة وأنا فاطر كلّ شيء.
يا محمد أنا الله لا إله إلّا أنا الحسن البلاء ، وهبت لسبطيك اسمين من أسمائي فسمّيتهما الحسن والحسين وأنا الحسن البلاء.
قال : فلمّا حدّث النبي صلىاللهعليهوآله قريشا بهذا الحديث قال قوم : ما أوحى الله إلى محمد بشيء وإنما تكلم عن هوى نفسه ، فأنزل الله تبارك وتعالى بيان ذلك (وَالنَّجْمِ إِذا هَوى ما ضَلَّ صاحِبُكُمْ وَما غَوى وَما يَنْطِقُ عَنِ الْهَوى إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحى عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوى) (١). (٢)
العاشر : الشيخ رجب البرسي بالإسناد يرفعه عن علي بن محمد الهادي عن زين العابدينعليهالسلام عن جابر بن عبد الله الأنصاري أنه قال : اجتمع أصحاب رسول الله صلىاللهعليهوآله ليلة في عام فتح مكة فقالوا : يا رسول الله من شأن الأنبياء أنهم إذا استقام أمر هم أن يوصوا إلى وصي أو من يقوم مقامه بعده ويأمر بأمره ويسير في الأمة بسيرته.
فقال عليهالسلام : قد وعدني ربي بذلك أن يبين : [لي] ربي عزوجل من يحب [أن يختاره للأمّة خليفة بعدي ومن هو] الخليفة على أمتي بآية تنزل من السماء ليعلموا الوصي بعدي ، فلمّا صلّى بهم العشاء الآخرة في تلك الساعة نظر الناس لينظروا ما يكون ، وكانت ليلة ظلماء لا قمر فيها وإذا بضوء عظيم قد أضاء المشرق والمغرب ، قد نزل نجم من السماء إلى الأرض وجعل يدور على الدّور حتى وقف على حجرة علي بن أبي طالب ، وله شعاع هائل ، وصار على الحجرة كالغطاء على المنشور وقد أظل شعاعه الدور وقد فزع الناس ، فجعل الناس يهلّلون ويكبرون وقالوا : يا رسول الله نجم قد نزل من السماء على ذروة حجرة علي بن أبي طالب عليهالسلام قال : فقام وقال : هو والله الإمام من بعدي والوصي والقائم بأمري ، فأطيعوه ولا تخالفوه ، وقدّموه ولا تتقدموه فهو خليفة الله في أرضه من بعدي ، قال : فخرج الناس من عند رسول الله صلىاللهعليهوآله فقال واحد من المنافقين : ما يقول في ابن عمه إلّا بالهوى وقد ركبته الغواية حتى لو تمكن أن يجعله نبيا لفعل.
قال : فنزل جبرائيل عليهالسلام وقال : يا محمد ، العلي الأعلى يقرئك السلام ويقول لك : اقرأ بسم الله الرحمن الرحيم (وَالنَّجْمِ إِذا هَوى ما ضَلَّ صاحِبُكُمْ وَما غَوى وَما يَنْطِقُ عَنِ الْهَوى إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحى) (٣).
__________________
(١) النجم : ١ ، ٢ ، ٣ ، ٤ ، ٥.
(٢) بحار الأنوار ٢٤ / ٣٢٣ ح ٣٦.
(٣) الروضة في المعجزات : ١٤٨ ، ومدينة المعاجز : ٢ / ٤٣٤.