مِنْهُمْ فاسِقُونَ) فصارت وراثة النبوة والكتاب للمهتدين دون الفاسقين أما علمتم أن نوحاعليهالسلام حين سأل ربه (فَقالَ رَبِّ إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي وَإِنَّ وَعْدَكَ الْحَقُّ وَأَنْتَ أَحْكَمُ الْحاكِمِينَ) وذلك أن الله عزوجل وعده ان ينجيه واهله فقال له ربه (يا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صالِحٍ فَلا تَسْئَلْنِ ما لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنِّي أَعِظُكَ أَنْ تَكُونَ مِنَ الْجاهِلِينَ)» والحديث طويل أخذنا ذلك منه (١).
الحديث الحادي عشر : محمد بن العباس الثقة في تفسيره قال : حدّثنا علي بن عبد الله بن أسد عن إبراهيم بن محمد عن عثمان بن سعيد عن إسحاق بن يزيد الفراء عن غالب الهمداني عن أبي إسحاق السبيعي قال : خرجت حاجا فلقيت محمد بن علي عليهالسلام فسألته عن هذه الآية (ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنا مِنْ عِبادِنا) فقال : «ما يقول فيها قومك يا أبا إسحاق؟» يعني أهل الكوفة.
قال : قلت : يقولون : إنها لهم ، قال : «فما يخوفهم إذا كانوا من أهل الجنة» قلت : فما تقول أنت جعلت فداك؟ قال : «هي لنا خاصة يا أبا إسحاق أما السابقون بالخيرات فعلي والحسن والحسين عليهمالسلام والإمام عليهالسلام منّا والمقتصد فصائم بالنهار وقائم بالليل ، والظالم لنفسه ففيه ما في الناس وهو مغفور له يا أبا إسحاق بنا يفك الله رقابكم وبنا يحل الله رباق الذل من أعناقكم، وبنا يغفر ذنوبكم ، وبنا يفتح وبنا يختم ونحن كهفكم ككهف أصحاب الكهف ونحن سفينتكم كسفينة نوح ونحن باب حطتكم كباب حطة بني إسرائيل» (٢).
الحديث الثاني عشر : محمد بن العباس قال : حدّثنا حميد بن زياد عن الحسن بن محمد بن سماعة عن ابن أبي حمزة عن زكريا المؤمن عن أبي سلام عن سور بن كليب قال : قلت لأبي جعفرعليهالسلام ما معنى قوله عزوجل : (ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنا مِنْ عِبادِنا) الآية قال : «الظالم لنفسه الذي لا يعرف الإمام» قلت : فمن المقتصد؟ قال : «الذي يعرف الإمام» قلت فمن السابق بالخيرات؟ قال : «الإمام» قلت : فما لشيعتكم؟ قال : «تكفر ذنوبهم وتقضي ديونهم ونحن باب حطتهم وبنا يغفر لهم» (٣).
الحديث الثالث عشر : محمد بن العباس قال : حدّثنا محمد بن الحسن بن حميد عن جعفر بن عبد الله المحمدي عن كثير بن عياش عن أبي الجارود عن أبي جعفر عليهالسلام في قوله تعالى : (ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنا مِنْ عِبادِنا) قال : «فهم آل محمد صفوة الله فمنهم ظالم لنفسه وهو الهالك ومنهم مقتصد وهم الصالحون ومنهم سابق بالخيرات بإذن الله وهو علي بن أبي طالبعليهالسلام يقول
__________________
(١) أمالي الصدوق : ٦١٦ / ح ٨٤٣.
(٢) تأويل الآيات : ٢ / ٤٨١ ح ٧.
(٣) تأويل الآيات : ٢ / ٤٨٢ ح ٨.