٣٠ ـ (سِيءَ بِهِمْ) [٧٧] : فعل بهم السّوء [زه] وكرههم بلغة غسان (١).
٣١ ـ (وَضاقَ بِهِمْ ذَرْعاً) [٧٧] : أي ضاق بمكانهم صدره. قال ابن عيسى : يقال [٤٢ / أ] ضاق بأمره ذرعا ، إذا لم يجد من المكروه سبيلا. ونسب إلى الذرع على عادة العرب في وصف القادر على الشيء المتبسّط فيه بالتذرع والتبوع وطول اليد والباع والذّراع ، ثم يوضع الذّرع مكان ضيق الصدر*.
٣٢ ـ (يَوْمٌ عَصِيبٌ) [٧٧] : أي شديد بلغة جرهم (٢). يقال : يوم عصيب وعصبصب : أي شديد.
٣٣ ـ (يُهْرَعُونَ إِلَيْهِ) [٧٨] : أي يستحثّون. ويقال : يهرعون : أي يسرعون ، فأوقع الفعل بهم وهو لهم في المعنى ، كما قيل : أولع فلان بكذا ، وزهي زيد ، وأرعد عمرو فجعلوا مفعولين وهم فاعلون ، وذلك أن المعنى أولعه طبعه وجبلّته ، وزهاه ماله أو جهله ، وأرعده غضبه أو وجعه ، وأهرعه خوفه ورعبه ، فلهذه العلّة خرج هؤلاء الأسماء مخرج المفعول بهم ويقال : لا يكون الإهراع إلا إسراع المذعور (٣). وقال الكسائيّ والفرّاء : لا يكون الإهراع إلا إسراعا مع رعدة (٤).
٣٤ ـ (آوِي إِلى رُكْنٍ شَدِيدٍ) [٨٠] : أنضمّ إلى عشيرة منيعة.
٣٥ ـ (فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ) [٨١] : سر بهم ليلا ، يقال : سرى وأسرى لغتان (زه) وقيل : إن أسرى : سار في أول الليل ، وسرى : سار في آخره ، نقله الماوردي (٥). وقيل : أسرى : سار ليلا ، وسرى : سار نهارا ، حكاه الحوفي (٦) ، والمشهور ترادفهما.
__________________
(١) الإتقان ٢ / ٩٩.
(٢) غريب القرآن لابن عباس ٥٠ ، والإتقان ٢ / ٩٦ ، وبقية تفسير اللفظ من النزهة ١٤٠.
(٣) في الأصل : «المحذور» ، والمثبت من النزهة ٢٣٣.
(٤) زاد المسير ٤ / ١٠٧.
(٥) النكت والعيون ٢ / ٤٩٠.
(٦) هو علي بن إبراهيم بن سعيد بن يوسف الحوفي نسبة إلى حوف تجاه بلبيس بمصر ، وولد بشبرا النخلة بجوار بلبيس ، ثم انتقل إلى القاهرة ليستكمل تعليمه. كان عالما بالتفسير والنحو ، ومن مصنفاته البرهان في علوم القرآن ، والموضح في النحو مات سنة ٤٣٠ ه (طبقات المفسرين ١ / ٣٨١ ـ ٣٨٢ رقم ٣٣٢ ، (وانظر : وفيات الأعيان ٢ / ٤٦١ ـ ٤٦٢ الترجمة ٤٠٩ ، وبغية الوعاة ٢ / ١٤٠ ، وإنباه الرواة ٢ / ٢١٩ ـ ٢٢٠ ، والتاج (حوف) ، وكشف الظنون ١ / ٤٦٦ ، وتاريخ الأدب لبروكلمان ق ٤ / ١٩٨).