هذه الحقيقة بوضوح ، فلقد كرسوا أوسع وأعظم جهاز اعلاميّ لترسيخ دعائم الماركسية ، وقدموا الملايين من الكتب والكراسات والمقالات والخطب على هذا الصعيد ، وزعموا بأنّ الشيوعية هي الطريق الوحيد لحل مشاكل المجتمع البشري وتأمين العدالة الاجتماعية ، وتكامل النوع الإنساني ، وأفضل وسيلة للتفسير الصحيح للتاريخ والعلوم الاجتماعية ، وقمعوا المعارضين لهم بشتى الأساليب ، لكننا رأينا أنّها لم تجلب سوى التعاسة والتخلف والديكتاتورية ، وفي خاتمة المطاف اضطر مفكروهم إلى الاعتراف بأنّ ما كانوا يتصورونه الطريق الحقيقي للسعادة لم يكن إلّاانحطاطاً وتخلفاً للمجتمع الإنساني! وربّما لم يشهد التاريخ نظيراً لهذه القضية ، إذ تدافع طائفة كبيرة من المفكرين والعلماء واساتذة الجامعات عن عقيدة ما ، وفي النهاية يتضح أنَّ ماكانوا يؤمنون به فارغٌ من أي محتوى.
فما الضمان لعدم حدوث مثل هذه الحالة في المستقبل ، وعدم تلوث عقائد المجتمع الإنساني بهذه الأفكار المضلّة؟
ومن هنا تبرز ضرورة الاستفادة من أفكار الأنبياء والأئمّة المعصومين عليهمالسلام المصانين من الزلل والخطأ من قبل الله تعالى.
وخلاصة الكلام هي أنّ الإله الذي خلق النوع الإنساني وأمره بالسير في طريق الكمال والسعادة ، وأرسل الأنبياء المعصومين الذين يتلقون الأوامر الإلهيّة بواسطة الوحي ، من أجل «تبيين الطريق» و «الايصال إلى المطلوب» ، فلابدّ أن يجعل أئمّة معصومين لخلافة الأنبياء بعد رحيلهم وذلك من أجل استمرار هذا الطريق ، وليعينوا المجتمع البشري في الهداية إلى الطريق والايصال إلى المطلوب ، ومن المسلم به أنَّ هذا الهدف سيبقى ناقصاً بدونهم للأسباب التالية :
أولاً : من المتيقن أنّ العقول البشرية لا تستطيع تشخيص جميع عوامل وأسباب التقدم والرّقي وحدها ، وقد لا تشخص عُشر ذلك.
ثانياً : ربّما يتعرض دين الأنبياء بعد ارتحالهم لانواع التحريف ، فلابدّ من الحرّاس المعصومين والربانيين ليحافظوا عليه ويحولوا بين تحريف المبطلين وبين بلوغ مآربهم ،