مغاير مع شخص هذا الوجود للنار في الخارج ، وفي ذهن السامع ، وإن كانت هذه النيران متحدة مفهوما لكن أشخاص هذه الوجودات متغايرة ، والنسبة القائمة في ذهن المتكلم متقومة بشخص هذا الوجود من النار ، وبشخص هذا الوجود من الموقد ، وليست متقومة بالمفهومين بما هما ، لأن النسبة لا توجد إلّا بوجود طرفيها ، كما أنّ النسبة الذهنية القائمة في ذهن السامع ، متقومة بشخص النار الذهنية في ذهن السامع ، وبشخص الموقد الذهني الموجود في ذهن السامع. ويقال الشيء نفسه عن النسبة الخارجية.
إذن فكل واحدة من هذه النسب قوامها وجود طرفيها ، ووجود الطرفين هنا غير وجود الطرفين هناك ، فكلاهما وجود مستقل عن الآخر.
الكلمة الثالثة : عند ما نريد أن ننتزع الجامع الذاتي بين هذه النسب ، هل نتحفظ على المقومات الذاتية للأفراد ، أو نلغي هذه المقومات؟.
إن تحفّظنا على المقومات الذاتية للأفراد ، إذن قلنا في الكلمة الثانية ، بأن المقومات الذاتية متغايرة ، فعندنا أشياء متغايرة ، فكيف يعقل انتزاع الجامع فيما بينها مع كونها متغايرة؟.
وإن ألغينا هذه المقومات الذاتية ، إذن فلم يكن هذا الجامع جامعا ذاتيا ، وإنما هو جامع عرضي ، لأن الجامع الذاتي لا بد وأن تنحفظ فيه المقومات الذاتية للأفراد ، وعليه فلا يعقل انتزاع الجامع الذاتي النوعي بين هذه النسب ، والعلاقات.
إذن فبحسب الحقيقة العلاقة الخارجية ، والعلاقة القائمة في ذهن المتكلم ، والعلاقة القائمة في ذهن السامع ، هي ذوات متباينة ذاتا وحقيقة ، وليس فيما بينها جامع ذاتي نوعي.
المرحلة الرابعة : وهي فرع عن المرحلة الثالثة ، فبعد أن ثبت عدم الجامع الذاتي بين النسبة الذهنية القائمة في ذهن المتكلم ، بين النار والموقد ، وبين غيرها من النسب الأخرى ، يتبين أنّ النسبة الذهنية القائمة في ذهن