مع الجواب الثاني ، حيث انّ الأول يرجع لدعوى الانحلالية في الظهور الجدي ، بينما الثاني يرجع لدعوى الانحلالية على مستوى الظهور الاستعمالي.
والمقارنة بين هاتين الفرضيتين ، ينبغي أن تكون من زاوية إنّ أيا من هاتين الفرضيّتين أنجح في علاج المشكلة وما يرد عليها من النقوض والإشكالات.
وهذا البحث صناعي صرف ليس فيه مغزى فقهيا. وإنما المغزى الفقهي إنما هو في الصيغة الأولى ليس إلّا.
وفي مقام الموازنة بين الجوابين ، أي المحاولتين الأخيرتين لنرى أيّهما أنجح في تفسير الظاهر ، وأيّهما تكون أبعد عن الإشكالات عليها.
ولذلك أسلوبان من البحث ، فتارة نبحث بحثا لميّا لنصل إلى جذور المسألة ، ولنرى هل انّ الظهورات انحلاليّة أو هي غير انحلاليّة ، وقد بحثنا على مستوى هذا الأسلوب بقدر الإمكان ، لكن لم نصل إلى رأي قاطع ، بل انتهت إلى أنّ كلا من المسألتين معقولة ، وصارت المسألة وجدانية ، فمن اقتضى وجدانه إن الظهور الجدي انحلالي دون الظهور الاستعمالي ، فحينئذ يتعيّن عليه أن يختار فرضية صاحب الكفاية (قده) ، أي الفرضيّة الأولى.
ومن اقتضى وجدانه إنّ الظهور الاستعمالي هو الانحلالي دون الجدي ، يتعيّن عليه الأخذ بفرضية الشيخ الأعظم (قده) ، أي الفرضية الثانية.
ومن اقتضى وجدانه انحلال الظهورين ، أي الظهور الجدي والظهور الاستعمالي ، فيتعيّن عليه الأخذ بالفرضيّة الثانية أيضا ، أي المحاولة الثالثة ، لأنّ هذه الفرضيّة لا تحتاج إلى مئونة زائدة ، حيث يقال ، انّ هذا الكلام ، كان له ظهورات استعماليّة متعددة ، فسقط بعضها ، وبقي الباقي على الحجية ، وبذلك يتمّ المطلب.
وأمّا لو أخذنا بفرضيّة صاحب الكفاية (قده) ، فحينئذ ، من تمّ عنده