التخصيص ـ مركبا من جزءين ، أحدهما الفقير ، والآخر نقيض الخاص ، وهو غير الفاسق ، فيصبح موضوع العام مركبا من جزءين بعد التخصيص؟ ، وهذا ما يعبّر عنه الميرزا «قده» ، «بأنّ العام يتعنون من ناحية الخاص».
وفي قبال هذا التعبير ، يقول المحقق العراقي «قده» ، بأنّ العام لا يتعنون ، فالعام بعد المخصص المنفصل ، لا يكون حجة لمورد المخصص ، لكن ليس معناه إنّ موضوع العام سوف يكون مركبا أي مقيّدا بغير الفاسق ، بل يبقى حكم العام على حاله ، فيبقى موضوع العام على حاله ، وهذا معناه ، انّ العام لا يتعنون ، غاية الأمر انّه بعد التخصيص لا يمكن إثبات حكمه لكل الأفراد ، وسوف يأتي توضيح هذا النزاع.
ونحن هنا إذا بنينا في تلك المسألة ، على ما ذهب إليه العراقي «قده» ، من انّ موضوع العام لا يتعنون ، ولا يتحول إلى مركب ، بل يبقى بسيطا ، حينئذ ، يكون هذا البيان المذكور في تمام الوضوح ، إذ من الواضح انّ العاقل يتعامل مع الأفراد ويصبّ حكمه عليها ، فينعقد له فيها ظهور في جميعها ، والمخصّص المنفصل في المقام ، لا يكون حجة ، إلّا فيما يتفق شموله له ، وما هو متيقّن شمول المخصّص المنفصل له ، إنّما هو «الكافر غير المختون» ، وأمّا «الكافر المختون» فغير متيقّن شمول المخصص له ، إذن فلا يرفع اليد عن العام بالنسبة للمشكوك خروجه من تحته. لأنه غير متيقن خروجه بالمخصص المنفصل. فيبقى ظهور العام فيه محفوظ.
وأمّا إذا بنينا على ما ذهب إليه المحقق النائيني «قده» ، وقلنا : إنّ العام بعد التخصيص يتحول من البساطة إلى التركيب ويصبح موضوعا مركبا من الفقير من الجيران. وغير الفاسق ، الذي هو نقيض موضوع الخاص.
وحينئذ يقال : إنّ خطاب «أكرم كلّ جيرانك» يتحول ـ بعد ورود المخصص الدائر أمره ، بين الكافر وغير المختون ـ ويصبح موضوعه مركبا من الفقير من الجيران ، ونقيض موضوع الخاص ، وهو ، إمّا الفقير غير الكافر ، وإمّا الكافر غير المختون.