والرابع : هو الموجود في غيره لغيره بغيره ، وهو الوجود الرابط ، وهو أخسّ الوجودات.
ومعنى أخذ العرض على وجه النعتية ، يعني أخذ الوجود الرابط القائم بين العرض ومحله ، بين العلم والإنسان ، بين البياض والجسم ، فأخذ البياض في الجسم موضوع الحكم ، على وجه نعتي ، معناه دخل الوجود الرابط القائم بين العرض ومحله ، وذلك لأنه تارة يلحظ ذات العرض ويقال : إن كان هناك بياض فتصدق على الفقير ، من دون لحاظ كون العرض قائما بحائط الغرفة أو في العاج.
وأخرى يكون الحكم منوطا بوجود بياض ووجود ربط بين البياض وحائط الغرفة.
وهذا معناه : إنّ البياض أخذ بما هو نعت لجدار الغرفة ، أي الوجود الرابط بين الجوهر والعرض ، ليكون دخيلا في موضوع الحكم ، وحينئذ ، فرّع على أساس هذا التفسير ، انه بناء على هذا ، فإنّ النعتية في طرف العدم غير معقولة ، وذلك لأنّ الوجود الرابط إنّما يكون بين وجود العرض ـ البياض ـ ووجود محله ـ الجسم ـ لا بين عدم العرض ووجود الجسم ، إذ لا يعقل أن يكون الوجود الرابط بين أمر وجودي ، وأمر عدمي ، لأنّ هذا الوجود الرابط ، قوامه بطرفيه ، فلو كان أحد الطرفين فيه عدم العرض ، لكان معناه : تقوّم الأمر الوجودي بالعدمي ، وهو محال ، وإذا لم يكن معقولا وجود الرابط بين أمر وجودي وأمر عدمي ، إذن فالنعتيّة غير معقولة في طرف العدم ، لأنّ مرجع النعتية إلى الوجود الرابط ، وحيث انّه لا وجود رابط بين المحل والعدم ، إذن فالنعتية في طرف العدم غير معقولة ، ولهذا رجع العدم النعتي إلى وجود وصف نعتي مضاد للعدم النعتي ، فمثلا عدم القرشيّة ، إذا أردنا تصويره عدما نعتيا فلا يعقل أن يكون نفس هذا العدم نعتا ، لأنّ نعتيّته عبارة عن أخذ الوجود الرابط بين المرأة ، وعدم القرشيّة ، ولا وجود رابط في مثله ، بل لا بدّ أن يكون المأخوذ لبا في موضوع الحكم ضد القرشيّة ، أيّ أمر وجودي مضاد للقرشيّة ، كعنوان التميميّة ، وهذا المضاد للقرشيّة الملازم لعدمها يكون هو