المأخوذ على وجه نعتي ، لأنّه وصف من الأوصاف الوجوديّة ، ويكون بينه وبين المحل وجود رابط.
إلا أنّ الصحيح هو ، انّه لا يمكن تفسير النعتيّة بالوجود الرابط ، سواء قلنا بالوجود الرابط كما يقتضيه كلام السيد الخوئي (قده) أو أنكرنا الوجود الرابط كما أنكره السيد الخوئي (قده) في المعنى الحرفي ، حيث أنكر كون الحروف من قبيل الوجود الرابط أو هي هو ، فعلى كلا التقديرين لا يمكن القول بأنّ النعتية في طرف العرض بمعنى الوجود الرابط ، ليفرّع عليه النعتيّة في طرف العدم ، وذلك لأنّ هذا الوجود الرابط على تقدير القول به ، فهو مختص بالأعراض المقوليّة الحقيقيّة مع موضوعاتها ، من قبيل مقولة : الأين ، والكيف ، والمتى ونحوها من الأعراض التي يكون لها ولموضوعاتها وجود في الخارج ، كالبياض ، وحينئذ يدّعى وجودا ثالثا فانيا في الطرفين ، اسمه الوجود الرابط.
أمّا الأعراض غير المقوليّة الموجودة في الخارج من الأعراض الانتزاعية الاعتبارية ، فليس بينها وبين محلها وجودا رابطا ، وذلك ، لعدم وجود لها في الخارج ، بل ظرف عروضها الذهن ، ومعه لا وجود رابط بينها وبين الذات بحسب الخارج ، فمثلا : وصف المطلّقة ، لو فرض أن أردنا لحاظه مع محله فلا وجود رابط بين الذات والمطلقة ، لأنّ كونها مطلّقة ليس عرضا حقيقيا قائما فيها ليفترض الوجود الرابط بينها وبين محلها ، والعرض الذي يكون جزءا لموضوع الحكم الشرعي قد يكون اعتباريا ، وقد يكون انتزاعيا ، وكلّها تؤخذ على وجه النعتيّة ، إذن فلا بد من تفسير النعتية ، بحيث لا يكون رجوعها للوجود الرابط الخارجي الذي هو غير متعقل بين الموضوع والاعدام ، بل لا بدّ من تفسيرها بمعنى يناسب الأعراض الاعتبارية والانتزاعية ، وحينئذ ، قد يناسب الأعراض العدميّة ، وقد يناسب الأعراض الوجودية ، إذن فالنعتية بمعنى الوجود الرابط ليس منثلما في باب الاعدام فقط ، بل كذلك ينثلم في باب الوجود ، بمعنى أنّ العرض الذي يؤخذ جزءا في موضوع الحكم الشرعي قد يكون وجوديا وقد يكون عدميا.