وبعد أن نتوصل إلى معنى للنعتية يكون غير معقول هناك ومعقولا هنا ، نتكلم حينئذ ، في انّ هذا المعنى للنعتية ، هل هو معقول في طرف عدم العرض كما ادّعاه الميرزا (قده) ، أم انّه غير معقول فيه.
وهنا ينبغي أن يعلم ، بأنّ هذه النعتيّة التي نفتش عن تصوير لها ، ليس المراد منها ، مجرد إيقاع نسبة ذهنية بين الشيئين ، ولو إنشاء واعتبارا من قبل بحيث لا يكون لهذه النسبة أيّ حكاية عن الواقع والخارج ، إذ من الواضح انّ هذه النسبة بهذا المعنى ، يمكن تصورها بين الجوهرين فضلا عن غيرهما ، إذ الذهن قادر على إنشاء هذه النسبة بين أيّ شيئين إنشاء بحثا ومن دون أن يكون لها محكيّ وواقع وراء عالم الذهن ، فيقول مثلا ، «زيد الماء» ، لأنه يشرب الماء كثيرا ، و «زيد الحمار» ، لأنه غبيّ ، فيحمل جوهرا على جوهر آخر ويدعي الاتحاد ، إلّا انّها مجرد نسبة ذهنية بحتة وليس لها ما بإزاء ، وليس لها منشأ انتزاع في الخارج وعالم الواقع.
ولكن نحن لا نفتش عن النعتيّة بهذا المعنى ، وسرّ ذلك هو ، إنّنا نفتش عن نعتيّة بحيث لو أخذت في جانب العدم ، كان مقتضاها تعذر استصحاب العدم الأزلي.
والنعتية بهذا المعنى ، أي التي بحيث لو أخذت في موضوع الحكم الشرعي لتعذر إجراء استصحاب العدم الأزلي ، ليست هي النعتيّة بمعنى النسبة التي ينشئها الذهن اصطناعا وبلا منشأ انتزاع من الخارج ، فإن هذه النعتية ، قد يأخذها الإنسان بين العرض والمحل وبين هذه النسبة بنحو المعنى الاسمي للوصفيّة. فيقول : «المرأة الموصوفة بعدم القرشية» ، إلّا انّ هذا الاتصاف ما لم يثبت انه مرآة وحاك عن واقع في الخارج لا يكون مانعا عن جريان استصحاب العدم الأزلي ، لأنه حينئذ ، لا يكون دخيلا حقيقة في موضوع الحكم الشرعي ، بل يعتبر مجرد تفنّن في الكلام ، ولهذا قد يؤخذ أحد العرضين العرضيّين موضوعا للآخر ، ويؤخذ الآخر عرضا له ، ولا يستشكل الميرزا (قده) ولا نحن في جريان الاستصحاب ، فمثلا لو قيل : «اغسل ثوبك