وهذا المعنى من النعتية ، هو الذي أراد السيد الخوئي (قده) أن يحصله في الوجود الرابط ، حيث ذكرنا في التقريب الأول بأنّه قال : بأنّ النعتية مرجعها إلى الوجود الرابط ، وطبعا هو لا يقصد انّ المولى في عالم جعل الحكم يأخذ الوجود الرابط ، لأنّ الوجود الرابط أمر خارجي لا يجرّ إلى الذهن من الخارج ويأخذه في موضوع الحكم الموجود في ذهنه ، بل مقصوده : إنّ هذه النسبة التي نعبر عنها بالنعتيّة ، هي حاكية عن الوجود الرابط ، لتكون نسبة ذات مدلول واقعي لا مجرد نسبة إنشائية بحتة ، وحينئذ ، قال السيد الخوئي (قده) : انّ هذا الوجود الرابط يفي بالمقصود ، لأنّ المقصود هو أن نفسر النعتية بمعنى يكون غير معقول بين العرضين وبين الجوهرين ، ويكون معقولا بين العرض ومحله ، وقد حصلنا عليه ، لأنّ الوجود الرابط غير معقول بين الجوهرين ولا بين العرضين ، وهو معقول بين العرض ومحله.
وبعد هذا قال : انّ هذا المعنى في طرف العدم غير معقول ، بمعنى انّ إجراء هذه النسبة مع التحفظ على مدلولها الواقعي بهذا الوجود الرابط غير معقول ، وذلك لعدم وجود رابط بين عدم العرض ومحله ، إذن فلا يمكن أن تكون هذه النسبة حاكية عن مدلول واقعي لعدم وجوده بينهما.
وقد سبق وقلنا : انّ هذا التقريب غير تام ، لأنّ الوجود الرابط كما انّه غير متحقق بين عدم العرض ومحله ، فكذلك هو غير معقول وغير متحقق بين بعض الأعراض ومحالّها ، لأنّ العرض إذا كان خارجيا ، فلا يكون بينه وبين موضوعه وجود رابط ، وأمّا الأعراض غير الخارجية كالاعتبارية والانتزاعية مثلا ، فإن ظرف العروض لها إنّما هو الذهن ، ويستحيل أن يكون لها وجود رابط في الخارج.
إذن فالنعتية بهذا المعنى ، لا تفي بتعقل النعتية في تمام موارد العرض.
٢ ـ التقريب الثاني : هو ما ذكره الميرزا (قده) من أنّ معنى النعتيّة هو ، الوجود الرابطي ، فإنّ الوجود الرابطي الذي هو المرتبة الثالثة من مراتب