الوجود الخارجي ، هو بنفسه مربوط ذاتا بمحله بلا حاجة إلى افتراض وجود آخر نسميه بالوجود الرابط ، فهو ، وجوده في نفسه ، عين وجوده في موضوعه ، وحينئذ ، تكون النعتية عبارة عن نسبة ذهنية حاكية عن حيثية رابطية هذا الوجود الرابطي التي هي أمر خارجي واقعي ، حينئذ ، بناء على ذلك ، إذا طبّقنا النعتيّة بهذا المعنى ، نرى انّها غير معقولة بين الجوهرين ، وبين العرضين ، لأنّه لا وجود رابطي بينهما ، بينما نراها معقولة بين العرض ومحله ، لأنّ الوجود الرابطي ثابت بينهما.
كما انّنا نراها غير معقولة في طرف العدم ، لأنّ العدم لا يعقل أن يكون له وجود رابطي ، وقد أشرنا سابقا في مقام الإشكال عليه ، انّه لا يفي بالمطلوب وبالتالي فهو غير معقول في الأعراض الاعتبارية والانتزاعية ، لأنّ الأعراض غير المقولية ليس لها وجود رابطي في الخارج ، وحينئذ ، تكون النعتيّة بهذا المعنى ، غير وافية بالمطلوب.
٣ ـ التقريب الثالث : هو أن يقال : بأنّ معنى النعتيّة هو ، نسبة تحصيصيّة تتمثل في تضييق وتحصيص مفهوم بمفهوم آخر بنحو مباشر ، وهذا التحصيص يكون حاكيا عن ربط واقعي ثابت بين المفهومين ، لا مجرد اصطناع من قبل الذهن ، وهذا الربط الواقعي محفوظ في تمام الأعراض والصفات مع محالّها وموضوعاتها ، سواء كانت هذه الصفات مقوليّة أو اعتباريّة أو انتزاعيّة ، بحيث انّ كل صفة مع محلها يكون لها هذا الربط ، وهذا الربط الواقعي مبني على ما أوضحناه سابقا ، من أنّ لوح الواقع عندنا أوسع من لوح الوجود ، وحينئذ ، فالصفة حتى لو كانت اعتباريّة أو انتزاعية ، فما دامت ثابتة في الواقع لموصوفها ، وليست كذبا عليه ، إذن فهناك ربط واقعي بين الصفة والموصوف ، مناسب مع مقدار واقعيّة هذه الصفة ، وإن لم يكن هذا أمرا موجودا في الخارج ، لأنّ لوح الواقع أوسع من لوح الوجود ، ولهذا أدخلنا كلّ الملازمات في لوح الواقع كالملازمة بين العلة والمعلول ونحوها مع انه ليس لها وجود في الخارج ، لأنها لو كانت موجودة ، فإمّا أن يكون وجودها واجبا فيلزم تعدّد الواجب ، وإمّا أن يكون ممكنا ، فيحتاج حينئذ إلى