وعليه : فالمأخوذ في موضوع الحكم هو الوجود الخاص للعرض وهو الوجود النعتي للقرشيّة ، لا ماهيّة القرشيّة.
وحينئذ ، فإذا أريد استصحاب العدم ، فإن كان المقصود استصحاب عدم هذا الوجود الخاص ، فهذا باطل بحكم المقدمة الثانية ، لأنّ الوجود والعدم لا يعرض أحدهما على الآخر ، ويكون الاستصحاب حينئذ ، من قبيل استصحاب بياض السواد ، وهو واضح البطلان.
وإن كان المقصود استصحاب عدم ذات ماهية القرشية ، فمن الواضح انّ ماهية القرشية لها طوران من الوجود ، أحدهما ، الوجود النعتي بما هو نعت ، والثاني ، الوجود الاستقلالي بحياله.
وفي قبال كل من هذين الوجودين عدم ، فإن أريد استصحاب العدم النعتي للماهية ، فهذا باطل ، لأنه ليس له حالة سابقة لتستصحب ، إذ الماهية قبل وجودها لا وصف لها أصلا ، وإن أريد استصحاب العدم المحمولي لماهية القرشية ، فهو معقول في نفسه ، إلّا انه غير مجد ، لأنّ موضوع الحكم هو الوجود النعتي للقرشيّة ، واستصحاب العدم المحمولي لها لا ينفي الحكم الشرعي المترتب على الوجود النعتي لها ، بل ينفي الحكم الشرعي المترتب على الوجود المحمولي لها إن وجد.
وبهذا اتضح عدم إمكان جريان استصحاب العدم الأزلي.
والحاصل هو انّ خلاصة ما أفاده الميرزا (قده) (١) هي ، إنّا نستصحب ما ذا؟
فإن كان عدم الوجود النعتي فهو غير معقول ، لأنّ الوجود النعتي هذا لا يقبل طروّ مقابله عليه ، وإن كان استصحاب الماهية ، فالماهية لها طوران من الوجود ، فهل نستصحب العدم المحمولي أو النعتي لها؟ أمّا استصحاب العدم النعتي لها ، فليس له حال سابقة ، لأنّ عدمها فرع وجودها ، وإن أردنا استصحاب العدم المحمولي لها فهو محرز ، لكنه لا يقابل الوجود النعتي.
__________________
(١) المصدر السابق.