فيهم زيد بن ثابت ـ فقال :
من يقرأ منكم سورة الفتح؟
فقرأ زيد على قراءتنا اليوم.
فغلّظ له عمر ، فقال : إني أتكلّم؟
فقال : تكلّم.
قال : لقد علمت أني كنت أدخل على النبي ـ صلىاللهعليهوآلهوسلم ـ ويقرئني وأنت بالباب ، فإن أحببت أن أقرئ الناس على ما أقرأني أقرأت وإلّا لم أقرأ حرفا ما حييت.
قال : بل أقرئ الناس» (١).
وفي هذا الحديث : أنّ عمر بن الخطاب عند ما بلغته قراءة ابيّ اشتدّ عليه ثم أغلظ له أمام ناس من الصحابة ، ولكن ابيّا خصمه بما قال ، ومعنى ذلك : أنّ تلك الزيادة قد تعلّمها من النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وهو عند ما كان يقرئ الناس كان يعتقد بأنّه يقرئهم القرآن الكريم كما انزل على النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم.
ولقد كان لاعتقاده الراسخ وجزمه برأيه أثره البالغ في نفس عمر ، حتى قال له بعد أن اشتدّ عليه وأغلظ له : «بل أقرئ الناس».
وقد روى الحافظ السيوطي الحديث عن :
١ ـ النسائي صاحب السنن أحد الصحاح الستّة.
٢ ـ الحاكم صاحب المستدرك على الصحيحين. وذكر أنّ الحاكم صحّح الحديث.
__________________
(١) الدر المنثور ٦ : ٧٩.