معتوه ، وأئمّة أهل البيت كلّهم أجمعون رفعوه إلى جدّهم رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم عن الله تعالى ، وهذا أيضا ممّا لا ريب فيه.
وظواهر القرآن الحكيم فضلا عن نصوصه أبلغ حجج الله تعالى ، وأقوى أدلّة أهل الحق بحكم الضرورة الأوليّة من مذهب الإماميّة ، وصحاحهم في ذلك متواترة من طريق العترة الطاهرة ، ولذلك تراهم يضربون بظواهر الصحاح ـ المخالفة للقرآن ـ عرض الجدار ولا يأبهون بها ، عملا بأوامر أئمّتهم عليهمالسلام.
وكان القرآن مجموعا أيام النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم على ما هو عليه الآن من الترتيب والتنسيق في آياته وسوره وسائر كلماته وحروفه ، بلا زيادة ولا نقصان ، ولا تقديم ولا تأخير ، ولا تبديل ولا تغيير.
وصلاة الإماميّة بمجرّدها دليل على ذلك ، لأنّهم يوجبون بعد فاتحة الكتاب ـ في كلّ من الركعة الاولى والركعة الثانية من الفرائض الخمس ـ سورة واحدة تامّة غير الفاتحة من سائر السور ، ولا يجوز عندهم التبعيض فيها ولا القران بين سورتين على الأحوط ، وفقههم صريح بذلك ، فلو لا أنّ سور القرآن بأجمعها كانت زمن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم على ما هي الآن عليه في الكيفية والكميّة ما تسنّى لهم هذا القول ، ولا أمكن أن يقوم لهم عليه دليل.
أجل ، إنّ القرآن عندنا كان مجموعا على عهد الوحي والنبوّة ، مؤلّفا على ما هو عليه الآن ، وقد عرضه الصحابة على النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم وتلوه عليه من أوّله إلى آخره ، وكان جبرائيل عليهالسلام يعارضه صلىاللهعليهوآله بالقرآن في كل عام مرّة ، وقد عارضه به عام وفاته مرّتين ، وهذا كلّه من الامور