وسلّم ، فقد ذكر العلّامة الزبيدي في كتابه في (الأحاديث المتواترة) : «الحديث السبعون حديث الحوض. رواه من الصحابة خمسون نفسا» فذكر أسماءهم.
فالقول المذكور يناقض الكتاب والسنّة .. ويناقض السير والتواريخ وأحوال الصحابة ..
وبالجملة .. فإنّ الصحابة ما كانوا يرون في أنفسهم لأنفسهم وفيما بينهم ما قيل في حقّهم ووضع في شأنهم .. فلقد تباغضوا وتسابّوا وتضاربوا وتقاتلوا ..
وإنّ الآثار المنقولة عنهم الحاكية لارتكابهم الكبائر واقترافهم السيئات من الزنا ، وشرب الخمر ، والربا ... وغير ذلك .. كثيرة لا تحصى (١).
فهذا هو القول بعدالة الصحابة أجمعين .. فهو مشهور .. لكن لا أصل له.
نعم .. يستدلّون له بأدلّة .. عمدتها ما رووا بأسانيدهم أنّ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم قال : «أصحابي كالنجوم بأيّهم اقتديتم اهتديتم» لكنّه حديث يعارض الكتاب والسنّة والتاريخ الصحيح .. فلا اعتبار به .. مضافا إلى أنّ جمعا كبيرا من أعيان القوم ينصّون على أنّه حديث باطل موضوع ، ومنهم :
أحمد بن حنبل (٢).
أبو إبراهيم المزني (٣).
أبو بكر البزّار (٤).
__________________
(١) انظر : أصحابي كالنجوم : ٧٣ ـ ٨١.
(٢) نقل ذلك عنه في : التقرير والتحبير ـ لابن أمير الحاج ـ ، المنتخب ـ لابن قدامة ـ التيسير في شرح التحرير ٣ : ٢٤٣ ، سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة ١ : ٧٩.
(٣) جامع بيان العلم ـ لابن عبد البرّ ـ ٢ : ٨٩ ـ ٩٠.
(٤) جامع بيان العلم ٢ : ٩٠ ، أعلام الموقّعين ٢ : ٢٢٣ ، البحر المحيط ٥ : ٥٢٨.