.................................................................................................
______________________________________________________
خطاب اكرم العالم ، لان اكرام خادم العالم نحو من اكرام نفس العالم ، وليس النجس الملاقي بالكسر كذلك ، بل لو كان ملاقيا للنجس الواقعي لكان له خطاب يختصّ به كخطاب النجس الواقعي.
وحيث بطلت هذه الامور الثلاثة ، وان الملاقي بالكسر لو كان ما لاقاه نجسا واقعا لتنجّز فيه خطاب آخر غير الخطاب الاول المنجز الذي كان له طرفان ، لانه فرد آخر من النجس يحتاج الى خطاب آخر يكون منجزا فيه غير الخطاب المعلوم بالاجمال الذي كان منجزا.
فاتضح : ان العلم الاجمالي المنجز ليس له الّا طرفان الملاقى بالفتح والطرف الآخر ، واما الملاقي بالكسر فليس هو بطرف للعلم الاجمالي المنجز ، وحيث كان توجه الخطاب الآخر الى الملاقي بالكسر مشكوكا كان مجرى للبراءة.
لا يقال : ان هناك علما اجماليا يكون الملاقي بالكسر طرفا ، لانا نعلم اجمالا بان النجس الواقعي بحسب القطع الوجداني اما ان يكون هو الاناء غير الملاقى او الاناء الملاقى بالفتح وملاقيه وهو الملاقي بالكسر ، فالملاقاة توجب علما اجماليا آخر له طرفان احد طرفيه الاناء غير الملاقى ، وطرفه الآخر الاناء الملاقى بالفتح والملاقي بالكسر.
فانه يقال : ان هذا العلم الاجمالي الثاني لا اثر له ، لوضوح ان الملاقى بالفتح وطرفه غير الملاقى قد تنجز فيهما العلم الاجمالي الاول ، فلا يكون لهذا العلم الاجمالي اثر في التنجيز بالنسبة اليهما ، لان المنجز اولا لا ينجز ثانيا ، والعلم الاجمالي المنجز لا بد وان يكون تنجيزه مؤثرا في جميع اطرافه ، فحيث لا اثر لهذا العلم الاجمالي الثاني في جميع الاطراف فلا يكون منجزا ومؤثرا في وجوب الاجتناب عن الملاقي بالكسر.
ولا يخفى ايضا ان ما ذكروه من كون الملاقي بالكسر والملاقي بالفتح بحكم انقسام الاناء الملاقى بالفتح الى إناءين فانه قياس مع الفارق ، لان لزوم الاجتناب في مقام