.................................................................................................
______________________________________________________
صحة الجزء السابق يتصور : اما بتصور كون الجزء له استعداد في ان يؤثر مع بقية الاجزاء بعد تمامها في ترتب الغرض عليها فيكون الحادث ناقضا ورافعا لهذا الاستعداد في الاجزاء السابقة. وامّا بتصور كون لكل جزء تحقق اثر ناقص ثم يستكمل بما يتلاحق من الاجزاء حتى يحصل الاثر التام من مجموع هذه الآثار عند تمام كل الاجزاء ، فيكون الحادث ناقضا ورافعا للاثر الناقص المتحقق للجزء السابق.
ومما ذكرنا يتضح الجواب عمّا يقال من انه لا وجه لاستصحاب الصحة في الاجزاء السابقة ، لان الصحة اما بمعنى موافقة الامر وهي متيقنة لا يلحقها الشك بحدوث الحادث لوضوح كونها قد اتى بها موافقا لامرها الغيري او النفسي المنبسط عليها ، واما بمعنى ان الصحة هي كون الاجزاء السابقة بحيث لو انضمت اليها الاجزاء لحصل الاثر ، وهذا المعنى من الصحة ايضا متيقن لا يلحقه الشك في حدوث الحادث ، فان هذه الشرطية صادقة على الاجزاء السابقة مع حدوث الحادث ، وعدم امكان الاتيان بالاجزاء اللاحقة لان صدق القضية الشرطية لا يقتضي صدق طرفيها. فاتضح صدق هذه القضية الشرطية وهي قولنا ان الاجزاء السابقة لو انضمت اليها الاجزاء اللاحقة لحصل الاثر.
وقد ظهر الجواب عنه بما ذكرنا ، فان الصحة المستصحبة في الاجزاء ليس بمعنى موافقة الامر ولا بمعنى كون الاجزاء لو انضم اليها الاجزاء اللاحقة لحصل الاثر والغرض ، بل المراد من استصحاب الصحة في الاجزاء هو استصحاب الاستعداد فيها ، او استصحاب اثرها الناقص المحتمل ارتفاعهما بوجود هذا الحادث الزائد كالمذي ، أو المحتمل ارتفاعهما لاحتمال وجود ما هو الرافع لهما كمثل الحدث الاصغر او الاكبر.
واما القاطع فهو ما يرفع الجزء الصوري للمركب. وتوضيحه : ان المراد من الجزء الصوري هو الوحدة الاتصالية التدريجية ، والوحدة الاتصالية التدريجية في المركبات الحقيقية كالمركب من الصورة والمادة هو وحدة الاتصال بين المادة والصور