.................................................................................................
______________________________________________________
المتعاقبة عليها ، ككون المادة علقة ثم مضغة الى ان تكون انسانا ، وكون الكلب لحما ودما ثم ملحا ، وكون الماء ماء ثم بخارا وامثال هذه الصورة المتعاقبة على المواد هذه هي الوحدة الاتصالية التدريجية في المركب الجوهري.
واما العرض فحيث ان الاعراض غير مركبة من الصورة والمادة ، بل هي بسائط خارجيّة ، فالوحدة الاتصالية الحقيقية التدريجية انما تكون في بعض الاعراض ، وهي التي يكون فيها الحركة والاشتداد كالكيف ـ مثلا ـ وذلك كحركة البياض من مرتبته الضعيفة الى المراتب الشديدة ، فان هناك وحدة اتصالية في هذا الكيف المتحرك في هذه المراتب ، وحيث ان المركب في المقام مركب اعتباري كالصلاة ـ مثلا ـ فانها عبادة عن مجموعة من الاعراض من الوضع الخاص والكيف المسموع ، فليس لها وحدة اتصالية حقيقيّة تدريجيّة ، فلم يبق الّا الوحدة الاتصالية الاعتبارية ، ولا نرى للصلاة وحدة اتصالية قد اعتبرها الشارع فيها غير المولاة في الاجزاء بان لا يفصل بينها بالفصل الطويل ، ومن الواضح انه ليس المراد من القاطع هو عدم المولاة بين الاجزاء ، بل المراد منه شيء يرفعه الحادث في الصلاة كزيادة الجزء أو الحدث الاصغر مثلا ، فلا نتعقل معنى للقاطع يكون غير المانع ، ولا بد من رجوع القاطع الى المانع باعتبار ان المانع ان وقع بعد المركب يكون رافعا له وناقضا كوقوع الحدث بعد تمام الوضوء ، وان وقع في الاثناء يكون رافعا للاستعداد أو لاثر الاجزاء السابقة فيكون قاطعا بينها وبين اجزاء المركب اللاحقة ، وان وقع قبل الاجزاء فانه يكون دافعا لها عن الاثر أو الاستعداد لا رافعا لاستعدادها أو اثرها ، فيرجع القاطع الى تسمية المانع الواقع في اثناء المركب باسم القاطع. فاذا عرفت عدم الفرق بين المانع والقاطع وانه لا فرق بينهما وانه ليس هناك جزء صوري ووحدة اتصالية للمركب ، فالمراد من استصحاب الصحة في الاجزاء بمعنى استصحاب بقاء الاجزاء السابقة على ما هي عليه من الاستعداد أو الاثر الناقص وان كان صحيحا ، الّا ان الاثر المترتب