الكريم لا يخلف وعده لا سيما والصدق نعته.
يقول المؤمنون : منا يوم الميثاق وعد بالطاعة ، ومنه ذلك اليوم وعد بالجنة ، فإن وقع في وعدنا تقصير لا يقع في وعده قصور.
قوله جل ذكره : (يَعْلَمُونَ ظاهِراً مِنَ الْحَياةِ الدُّنْيا وَهُمْ عَنِ الْآخِرَةِ هُمْ غافِلُونَ (٧))
استغراقهم في الاشتغال بالدنيا ، وانهما كهم في تعليق القلب بها .. منعهم عن العلم بالآخرة. وقيمة كلّ امرئ علمه بالله ؛ ففى الأثر عن عليّ ـ رضى الله عنه ـ أنه قال : أهل الدنيا على غفلة من الآخرة ، والمشتغلون بعلم الآخرة كذلك بوجودها فى غفلة عن الله.
قوله جل ذكره : (أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُوا فِي أَنْفُسِهِمْ ما خَلَقَ اللهُ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ وَما بَيْنَهُما إِلاَّ بِالْحَقِّ وَأَجَلٍ مُسَمًّى وَإِنَّ كَثِيراً مِنَ النَّاسِ بِلِقاءِ رَبِّهِمْ لَكافِرُونَ (٨))
إنّ من نظر حقّ النظر ، ووضع النظر موضعه أثمر له العلم واجبا ، فإذا استبصر بنور اليقين أحكام الغائبات ، وعلم موعوده الصادق في المستأنف ـ نجا عن كدّ التردد والتجويز (١). فسبيل من صحا عقله ألا يجنح إلى التقصير فيما به كمال سكونه.
قوله جل ذكره : (أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كانُوا أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَأَثارُوا الْأَرْضَ وَعَمَرُوها أَكْثَرَ مِمَّا عَمَرُوها وَجاءَتْهُمْ
__________________
(١) التردد والتجويز آفتان تصيبان ـ فى نظر القشيري ـ العقل ، بينما القلب والروح والسر وعين السر لا تصاب بهما.